حصل على المركز الأول في برنامج بكالوريوس الطب والجراحة، وذلك على خريجي العام الجامعي ١٤٤٣هـ
ما هو تقديرك العام؟ وماذا يعكس برأيك هذا التقدير؟
تقديري العام كان بفضل الله ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، في وجهة نظري أنه في المقام الأول يعكس توفيق الله في أول وآخر الأمر و تسخيره لأشخاص كانوا خير سندٍ و موجهٍ لي في مسيرة الستة أعوامٍ الماضية، و من ثم الإجتهاد و الاستمرارية.
ما يراه الناس عادةً هو النجاح، في الجانب العملي أو الدراسي، ولا يرون التحديات وربما العثرات التي واجهتك، هل مررت بمواقف صعبة وتمكنت من تجاوزها -بفضل الله- تود مشاركتها؟
بالطبع أن الحياة لم ولن تخلو من المصاعب والعقبات، وأن قد خلق الإنسان في كَبد، ولكن بفضل الله لم يكن أي موقف أو عقبة حاجزًا عصيًا عن التجاوز.
هل تفضل الاختبارات العملية والشفوية؟ أو التحريرية؟ ولماذا؟
لكل منهما ما يميزه من إيجابيات وتحديات، قد أميل أكثر للأسئلة التحريرية المُجاد تصميمها لإنها تعطي فرصة أكبر للتفكير وتحليل الحالة دون القلق المصاحب للإختبارات العملية.
هل كنت تطمح دائمًا أن تكون الأول؟
لا أتذكر أني في يوم سعيت لهذا الأمر، كان طموحي أن أنهل من العلوم ما يمكني أن أوسع مداركي في الطب لأتمكن في مجالي وأن أكون طبيباً ذو نظرةٍ شمولية للحالات التي أتعامل معها في ممارستي للطب، نعم إنه لأمر أفخر بتحقيقه ولكن أؤمن أنه كان منتوجاً ثانوياً لهدفي الرئيس.
هل ترى أن الأداء الجيد في الاختبارات يعتمد على المذاكرة فقط؟ أم أن هناك عوامل أخرى؟
حصرًا لا، ولكن أهم عامل نعم، هناك عوامل أخرى لا تكتسب فقط بالمذاكرة، مثلاً طرق تحليل الحالة في السؤال، القدرة على التخلص من القلق مع بدء الإجابة على أسئلة الاختبار، بالإضافة لعوامل اجتماعية أخرى مثل قلة الضغوط الخارجية.
هل تعتقد أن هناك علاقة مباشرة بين عدد ساعات المذاكرة وبين النتائج المتميزة؟
أعتقد أن لا إفراط، فالعدد الأكبر من الساعات في المذاكرة مُرهق و مُشتت للفهم و مضيعة لجودة التعلم. ولا تفريط، فالإهمال وعدم الجدية في إعطاء الوقت للتعلم سينتج عنه بلا شك قُصر في إدراك الطالب للمعلومات الأساسية لإجتياز الاختبارات بنتائج متميزة.
هل تعتقد أن المعدل مؤشر جيد للتوظيف والاختيار بين المتقدمين لوظيفة معينة؟
عامل مهم جدًا بلا شك، ولكن ليس الوحيد.
ما هو أسلوبك الذي تعتمد عليه في المذاكرة؟
أعتقد أن أسلوبي السائد للمذاكرة يعتمد على التوسع في القراءة من المراجع القوية خاصةً في المواضيع والمفاهيم الرئيسية في الطب، بالإضافة للمواضيع في التخصص الذي أرى نفسي مهتماً به. أما في غير ذلك فإني أعتقد بأن ما تحتويه المحاضرة بالإضافة إلى ما أضافه المحاضر كافي.
هل تحب المنافسة؟ وتراها أمرًا إيجابيًا يدفعك ويحفزك للتميز؟ أم تراها أمراً يضعك تحت ضغط نفسي ويضعف همتك؟
يعتمد ذلك على ما يُقصد بكلمة المنافسة، فالمنافسة على من يكون الأفضل باعتقادي أنها هدف واهم، فكل شخص ستجد أنه يمتاز عن الآخر في أمرٍ ما، ولا يمكن لشخص أن يكون يوماً الأفضل على الإطلاق في كل أمر، المنافسة الصحية هي عندما تحيط نفسك بأشخاص رائعين يتنافس كل منهم لإخراج أفضل ما تملك من فكرٍ وعلمٍ واجتهاد، بدون أي مقارنات واهمة، ستجد حينها أن كل شخص يساعد الآخر بما يمتاز هو به. غير ذلك هو مجرد مقارنات مُجهدة.
كلمة توجهها لمن يرى أن التفوق أمر اً بعيداً وخاصاً بمجموعة قليلة فقط؟
أؤمن بأن القبول في كلية الطب بحد ذاته هو تفوق، فإن كانت الإجابة فقط لطلبة وطالبات الطب، باعتقادي أنهم معتادون على التفوق من بداية حياتهم التعليمية، و يجب أن يؤمنوا بذلك في وجه كل الصعوبات التي يحتويها مشوار كلية الطب، وأن التفوق بعد توفيق الله تعالى هو نتاج الاجتهاد و الاستمرارية، فليس بوليد لحظةٍ أو يوم، و إنما تراكماتِ عملٍ مستمر يُجنى ثمره على المدى البعيد. هو أمر متاح للجميع وهذا كل ما يتطلبه الأمر بوجهة نظري توفيق الله أولاً وآخرًا، ثم الاجتهاد، الاستمرارية، والإيمان بحتمية الوصول.
ماهي المقومات التي شحذت رغبتك للالتحاق بكلية الطب، وبهذا التخصص؟
اجابتي الآن حتماً مختلفة عنما كانت قبل سنوات، أؤمن بإن الطب يجمع أمرين جميلين جدًا، علمٌ مدهش يُعنى بفهم أحد آيات الله في الخلق، الجسم البشري. وخدمة إنسانية مذهلة، تخفيف الألم عن المرضى ومساعدتهم على التعافي، وصون حياة الناس، هذه الأمور باختصار كافية لشحذ الرغبة من بين بقية الأسباب.
كيف شكلت مهامك الدراسية وأبحاثك ونصائح الأساتذة وتجربتك الشخصية بجامعة أم القرى خطوتك التالية وأهدافك وطموحاتك المهنية على المدى الطويل؟
شكلت بالطبع الدور الرئيس في فكرتي وتصوري للمراحل القادمة من حياتي المهنية، وتحديد الأهداف بناءً على هذا التصور. على سبيل المثال أحد النصائح التي وجهني بها أحد أساتذتي في الطب و لازلت أعمل بها في رسم أهدافي المهنية، هي الاستفادة من كامل فكري و تركيزي بالعمل على هدفٍ رئيسيٍ واحد خلال فترة زمنية معينة، بدون تشتيت تركيزي على أهداف أخرى أقل أهمية خلال هذه الفترة، و أن يكون عملي على أهدافي هو بالانتهاء من هدف قبل المضي للآخر.