جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

مجلة الباسقات


- 2017/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

خديجة بنت خويلد

■ اسمها ونسبها

هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس قصي بن كلاب، وهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم في النسب، ولم يتزوج من ذرية قصي غيرها إلا أم حبيبة، وكانت أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً .

■ مناقبها

مناقبها جمة وهي ممن كمل من النساء ، كانت عاقلة جليلة ، وهي أم أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأول من آمن به وصدقه قبل كل الناس ، كانت رضي الله عنها مصونة كريمة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويصل صويحباتها بعد وفاتها ، ولم يتزوج إمراة قبلها ولاعليها قط .

روى الشيخان بإسنادهما إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب ولا نصب))

ومن مناقبها ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بأن حبه لها كان رزقاً من الله رزقه إياه.
فقد روى مسلم في صحيحه بإسناده إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت: فأغضبته يوماً فقلت: خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد رزقت حبها))

■ زواجها من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم :

كان السادات والرؤساء في مكة يرغبون ويحرصون بالزواج من خديجة رضي الله عنها وكانت تأبى ذلك وتردهم جميعا ..

لكنها وجدت ماتنشده وتبتغيه في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضت بما يدور في نفسها إلى صديقتها ' نفيسة بنت منية ' ذهبت نفيسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم و هنا يتبين بنا مدى وفاء وصداقة نفيسة لخديجة رضي الله عنها وقالت له  :

قالت : يا محمد ما يمنعك أن تتزوج ؟

فقال : " وما بيدي ما أتزوج به "

قالت : فإن كفيت ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب ؟

قال : " فمن هي " ؟

قالت : خديجة

قال : " وكيف لي بذلك " ؟

قالت : علي

قال : " فأنا أفعل "

رجعت نفيسة إلى خديجة تحمل خبر نجاحها وزفت إليها نبأ موافقة محمد بالزواج منها ، فأرسلت خديجة رضي الله عنها إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها فحضر ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت خديجة في آل عبد المطلب ، وقام أبو طالب خطيبا فقال : 

الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم , و زرع إسماعيل , و جعل لنا بلدًا حرامًا و بيتًا محجوجا , و جعلنا الحكّامَ على النّاس , ثمّ إنّ محمّدَ بنّ عبدِ الله من لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه برًّا و فضلا و كرما و عقلا و إن كان في المال قُلٌّ , فإنّ المال ظلٌّ زائلٌ , و عارية مسترجعة , و له في خديجة بنتِ خويلدِ رغبة , و لها فيه مثل ذلك و ما أحببتم من الصداق فَعَلَيَّ .

وأما سن أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ عند زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها: فلم يثبت فيه حديث صحيح والمشهور عند أصحاب السير أنها كانت في الأربعين من عمرها ـ رضي الله عنها ـ فقد أخرج ابن سعد في الطبقات قال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا المنذر بن عبد الله الحزامي، عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة، مولى الزبير قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهي ابنة أربعين سنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وكانت خديجة أسن مني بسنتين ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة، وولدت أنا قبل الفيل بثلاث عشرة سنة 

حبه صلى الله عليه وسلم لها :

فقد روى البخاري بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد))

■ وفاتها رضي الله عنه

عندما خرجت خديجة رضي الله عنها من الحصار الظالم لم تلبث إلا قليلا حتى لبت نداء ربها وصعدت روحها إلى السماء راضية مرضية وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين ودفنت رضي الله عنها " بالحجون "

وقال محمد بن إسحاق: ماتت خديجة وأبو طالب في عام واحد.

وقال البيهقي: بلغني أن خديجة توفيت بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام.

ولله در القائل :

لو كان النساء كمن فقدنا     لفضلت النساء على الرجال

جار التحميل