أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية يوم الاثنين 6/ 2/ 1438هـ، الموافق 5 ديسمبر 2016م، محاضرة علمية بعنوان "الهندسة الإنسانية في بيئة العمل" - "Ergonomics"، قدمها البروفيسور عادل أبوسيف عبدالمقصود، الأستاذ والمشرف على قسم إدارة الخدمات الصحية بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى. وقد حضر المحاضرة الدكتور وهيب بن دخيل الله الحربي عميد الكلية، والدكتور حامد عبدالعزيز غلام، وكيل الكلية، والدكتور فاضل بن محمد بنجر وكيل الكلية للشؤون التعليمية، وعدد من مشرفي الأقسام، والعديد من أعضاء هيئة التدريس من أقسام الكلية.
وقد استعرض الدكتور أبوسيف عدداً من النواحي المتعلقة بالهندسة الإنسانية في بيئة العمل، حيث عرفها أولاً بأنها دراسة الطرق التي يتعامل بها الناس مع الأجهزة والمعدات في مكان العمل من أجل تحسين الراحة و الأمان والإنتاجية، كما تُعرف بأنها علم تلاؤم الناس مع المهام والأعمال التي يؤدونها، وأفاد بأن فوائد هذه الهندسة الإنسانية هو تقليل الإصابات والأمراض وتعويضات العاملين الناتجة عن العمل وزيادة الفعالية، وتقليل الغياب عن العمل، وتحسين الرفاه البدني، ورفع معنويات العاملين، كما عدَّد النواحي الثلاث الأساسية لها، وهي التشريحية والوظيفية والنفسية.
وبيَّن سعادة الأستاذ أبوسيف مفاهيم اختلالات الإصابة التراكمية، والتي تنتج عن تراكم الضغوط عبر الوقت، والذي يحدث حتى في بعض الأنشطة غير الوظيفية مثل لعب رياضة التنس والجولف، والبستنة، وشغل الإبرة، وغيره. وذكر من العوامل المؤثرة عليه إجهاد التلامس، والحرارة الزائدة، والبرودة المفرطة، والإجهاد والقضايا النفسية -الاجتماعية، وذكر أمثلة لها مثل الأذى الناتج عن الإجهاد المتكرر، والالتهابات، وآلام أسفل الظهر، ومتلازمة النفق الكفي.
كما أوضح سعادته أن العوامل المؤدية إلى اختلال تراكم الإصابات يشمل وضعية الجسد، والقوة المطلوبة لتنفيذ العمل، وتكرار المهمة، ولكل واحدة معالجات ضرورية من أجل تقليل الآثار السلبية الناتجة؛ومن تلك المعالجات تحسين وضعية الجسد أثناء أداء المهام، بحيث تكون أقرب للوضعية الطبيعية، وتجنب الوضعيات الخاطئة وخاصة في حالة الجهد، وتقليل القوة المطلوبة لأداء المهمة، وتنويع المهام، وأخذ فترات راحة خلال العمل، وحسن تصميم محطة وأدوات العمل، بحيث توفر السلامة والراحة والوضعية الصحيحة، كما أشار إلى أهمية اتباع الإرشادات السليمة في العمل المكتبي من حيث ملاءمة المقعد والإضاءة والتباين، والضجيج، والحرارة.
وفي ختام العرض دار نقاش بين المحاضر والحضور حول بعض نواحي الهندسة الإنسانية في بيئة العمل، ومنها ضرورة تحسين بيئة العمل وخاصة للعمال في المناجم ومناطق العمل الأخرى من الأخطار التقليدية والجديدة المرتبطة بالتقنية الحديثة، من أجل تقليل الإصابات والوفيات؛ وتأثير تحديد مهمة واحدة متكررة للعمال في المصانع لفترات طويلة، ومبادرات تصميم محطات العمل وقوفاً دون الاعتماد على الجلوس الدائم وفائدته على الصحة والإنتاجية، والتوقف المتكرر أثناء دوام العمل من أجل استراحات قصيرة قبل معاودة العمل مرة أخرى؛ وأهمية وجود المرافق الضرورية في مكان العمل من أجل أخذ استراحات بعيداً عن محطة العمل.