أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية يوم الاثنين الموافق 16/ 01/ 1438هـ، الموافق 17 أكتوبر 2016م، محاضرة علمية بعنوان "أخطار السموم الفطرية من نوع أفلاتوكسين على الصحة واستراتيجيات الوقاية"، قدمها الدكتور رمضان علي محمد بدران، اختصاصي الأحياء الدقيقة والأستاذ المشارك بقسم صحة البيئة بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، بجامعة أم القرى. وقد حضر المحاضرة وكيل الكلية للشؤون التعليمية الدكتور فاضل محمد بنجر، والمشرفون على الأقسام، والعديد من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام بالكلية.
استهل الدكتور بدران المحاضرة بمقدمة تعريفية عن أنواع الإصابة بسموم الفطريات الرشاشية السامة التي تصيب البشر والحيوان، وهي السموم التي تنتجها الفطريات من نوع الرشاشيات الصفراء والرشاشيات الطفيلية، وهي مستقلبات فطرية ثانوية، وتشمل الأنواع B1، B2، G1، G2، حيث أن النوع B1 هو الأكثر انتشاراً.
كما بيّن الدكتور كيفية اكتشاف هذه الفطريات عن طريق الإضاءة اللصفية على المحاصيل، والمعلمات الحيوية في البشر. وأوضح سعادته أن المناطق التي تنتشر فيها الأمراض الفطرية كثيرة جداً، وتنتشر في مختلف البيئات والمناخات في العالم؛ حيث تتوفر ظروف تساعد على انتشارها ومنها درجة الحرارة العالية، والرطوبة العالية، ووجود الضغوطات الخارجية على المحاصيل الزراعية مثل فترات من الجفاف وغزو الحشرات، وظروف التربة المواتية لنمو الفطر الرشاشي مثل المحتوى العضوي العالي والرطوبة العالية.
ثم سرد عدداً من حالات الإصابة المرضية وحدوث وانتشار الفطريات المفرزة لسم أفلاتوكسين وسط المحاصيل الزراعية والطيور والأسماك في مناطق مختلفة من العالم؛ ومن ضمنها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار المحاضر لبعض الأعراض والحالات المرضية التي تسببها سموم أفلاتوكسين، والتي قد تكون نتائجها قاتلة حسب كمية السم المستهلكة، ومنها آلام في البطن، التقيؤ، وذمة رئوية، وأخطرها نخر الكبد، وسرطان الكبد، وخاصة عند التعرض المزمن لهذا السم الفطري.
كما تعرض بصفة عامة لطرق الوقاية وتجنب التعرض لهذا السم عن طريق الوعي وتعديل الممارسات الزراعية في الري، واستخدام المبيدات، ووقت الحصاد؛ وتعديل ممارسات التخزين مثل تقنيات التجفيف، والمعالجة مثل تغليف الفول السوداني، وتقليل التعرض للآفات. ومن ضمن استراتيجيات الحد من التعرض سن القوانين، مراقبة جودة الإنتاج الزراعي، تأمين سلامة وتجهيز الأغذية وتخزين المحاصيل، التوعية التثقيفية للأفراد والمجتمع، التعرف المبكر والمعالجة الطبية للآثار الصحية، التطعيم بلقاح التهاب الكبد الفيروسي نوع (ب)، التنوع الغذائي، وتناول بعض المكونات الغذائية المركبة التي تمنع امتصاص سم أفلاتوكسين.
وفي ختام المحاضرة دار نقاش مثمر بين المحاضر والحاضرين حول المأوى الطبيعي لتلك الفطريات المنتجة للسموم والتحكم فيها، وإمكانية الوقاية عن طريق اللقاحات والتطعيم، وإجراء الأبحاث المتعلقة بذلك، وكيفية التعرف على المواد الملوثة بالفطر وسمومه في الفول السوداني وبقية المنتجات، وإمكانية تفكيك السم الفطري عن بالطرق الكيميائية أو الفيزيائية، وتوفر طرق سريعة للفحص والكشف عن السم الفطري.