واصلة في نهج الاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس ونقل المعرفة من أصحاب التخصصات المختلفة، ولمواكبة الجديد في استراتيجيات التعليم والتعلم، فقد أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية يوم الاثنين 12/ 1/ 1439هـ، الموافق 2/ 10/ 2017م محاضرة علمية بعنوان "إدارة الصف الدراسي" "Classroom Management"، قدمها الأستاذ بقسم الوبائيات بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى سعادة الأستاذ الدكتور حامد أديتونجي، وقد حضر المحاضرة أصحاب السعادة المشرفون على عدد من الأقسام والعديد من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام بالكلية.
وقد استعرض بروفيسور أديتونجي المحاضرة بمقدمة شملت اقتباسات لبعض العلماء حول إدارة الصف الدراسي، ومنها ما ذكره (مارتن، 2002 م) بأن بيئة الصف الدراسي هي جو معقد يتواصل فيه الطلاب والمعلمون باستمرار من خلال المناقشة والتحدث والكتابة وحتى استخدام الإيماءات مثل رفع اليد والتلويح بها؛ وهي كذلك عملية ضمان أن تستمر الدروس الصفية بسلاسة على الرغم من السلوك التشويشي من قبل الطلاب، ويعني هذا المصطلح أيضاً منع السلوك التشويشي، ومنها ما قرره (سافران و شاكر أوغلو 2004) بأنه عندما يفترض أن يكون هذا التفاعل عنصراً هاماً في عملية التعليم والتعلم، فإنه يلاحظ أن المعلم عامل مهم في الإدارة الفعالة.
ويشمل مفهوم إدارة الصف الدراسي كل الأشياء التي يقوم بها المعلم لتنظيم الطلاب، والمكان، والوقت، والمواد؛ بحيث يمكن أن يتم التعليم في المحتوى وتعلم الطلاب، و هناك هدفان رئيسان لهذه الإدارة هما تعزيز مشاركة الطلاب والتعاون في جميع الأنشطة الصفية، وإنشاء بيئة عمل منتجة.
وخلال المحاضرة تعرض سعادة البروفيسور أديتونجي لأهمية الإدارة الجيدة للفصل الدراسي، حيث أوضح أن التنظيم الجيد في الصفوف الدراسية وإدارتها شرط أساسي لتأسيس بيئة تعليمية فعالة. وكما أوضح أن إدارة الصف الدراسي تشمل وضع الإجراءات، ووجود القواعد المنظمة، والحد من مشاكل الانضباط.
وقد عرج سعادة المحاضر على مفهوم السلوك التشويشي عند الطلاب بأنه أي إجراء أو مجموعة من الإجراءات من قبل فرد يتعارض بشكل غير معقول أو يعوق أو يعرقل أو يمنع حق الآخرين في المشاركة بحرية في نشاطه أو برنامجه أو خدمته، بما في ذلك السلوك الذي قد يمنع أعضاء هيئة التدريس والموظفين من تنفيذ المسؤوليات المهنية، وعرض سعادته بعض المواد المرجعية في موضوع إدارة الصف الدراسي وخاصة للمدرسين المبتدئين.
وفي ختام المحاضرة تحاور الحضور حول عدد من نواحي الموضوع، ومنها أهمية التركيز على برامج التطوير المؤسسية، والاستفادة منها في تدريب المعلمين على إدارة الفصول الدراسية، وليس مجرد التحكم، وذلك لاختلاف الخلفيات التي ينحدر منها الطلاب، وضرورة مراعاة واحتمال الاختلافات الثقافية وغيرها لديهم. وتناول الحضور بالنقاش أيضاً ضرورة الحفاظ على التوازن في الفصل الدراسي خلال الأنشطة وتحييد الطلاب صعبي المراس. كما تشاور أعضاء هيئة التدريس حول توحيد مستوى إدارة الفصول بحيث لا تكون هناك مفارقات في طريقة التعامل والتحكم بين معلم وآخر. وطالب بعض أعضاء هيئة التدريس بإعطاء أمثلة عن الإشكاليات في السلوكيات لدى الطلاب وبعض الحلول المقترحة لها. وأكد بعض الحضور على أهمية الانطباع الأول الذي يتركه المدرس لدى الطلاب؛ والتأكيد على أهداف المقرر وأهداف الدرس والتنبيه على كيفية تحقيقها. وتساءل البعض عن كيفية جعل الأنشطة الدراسية جاذبة لاهتمام الطلاب، وجعل الدراسة ممتعة لهم.