في إطار رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس وتبادل الخبرات بينهم في مجالات العلوم والصحة المختلفة، أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، يوم الاثنين 20/ 7/ 1438هـ، الموافق 17 أبريل 2017م، محاضرة علمية بعنوان "علم الأمراض الرقمي: الماضي والحاضر والمستقبل" "Digital Pathology: Past, Present & Future"؛ والتي قدمها سعادة المحاضر مجدي الصادق هارون، المحاضر في الأحياء الدقيقة بقسم صحة البيئة بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، بجامعة أم القرى. وقد حضر المحاضرة المشرفون على الأقسام، والعديد من أعضاء هيئة التدريس من أقسام الكلية.
استهل الأستاذ هارون المحاضرة بمقدمة تعريفية عن علم الأمراض الرقمي، فأوضح أنه "استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي (الكمبيوتر) لتحويل الصور المجهرية التناظرية إلى الصور الرقمية"، وتستخدم أيضاً مصطلحات أخرى مثل تصوير كامل الشريحة، والتصوير الرقمي، والشرائح الافتراضية، والمجهري الظاهري.
وأوضح سعادة المحاضر هارون أن هذا النظام يتكون من البرمجيات، والعتاد الذي يشمل المجهر، والكاميرا، والماسح الضوئي، والكمبيوتر، والشاشة؛ ويشتمل كل ذلك على الحصول على الصور ومعالجتها وأرشفتها وتخزينها، واسترجاعها.
كما بيَّن المحاضر أنه كان يتم تقليدياً تقديم التعليم والتدريب في علم الأمراض باستخدام الكتب والمراجع، والشرائح الزجاجية والمجهر التقليدي؛ ولكن على مدى العقدين الماضيين حدث توسع في موارد علم الأمراض على شبكة الإنترنت بشكل كبير مما ساعد على توفير موارد علم الأمراض بصورة مركزية لكثير من الطلاب في وقت واحد؛ فأصبح يتم استخدام تكنولوجيا تصوير كامل الشريحة بمسحها وعرضها على شاشة الكمبيوتر عن طريق برامج مخصصة، مما وفر عدداً من الميزات، ومنها اطلاع كل الطلاب على المنظر المطلوب نفسه بدون الاختلافات الفردية عند الطالب أو الجهاز المستخدم، وإمكانية التداخل والنقاش حول المنظر الموحد، وتوفير الموارد البشرية والمادية والوقت.
وأشار سعادة المحاضر لبعض التطبيقات التي يتم استخدام هذه التقنية فيها، ومنها: تطبيقات الوصول عن بعد للشرائح، مثل التطبيب عن بعد (المكالمات الليلية والمواقع النائية)؛ وممارسة علم الأمراض عن بعد من أجل الرأي الموازي؛ والدراسات التعاونية متعددة المؤسسات؛ ودراسات سلسلة الحالات، وغيرها. وهناك أيضاً التطبيقات السريرية مثل: أرشفة وعرض البيانات (لوحات الورم)، وعمليات ضمان الجودة، ومسح الشرائح التشخيصية الرئيسة لحالات المراجعة الخارجية، والوصول إلى الحالات القديمة للمقارنة، وتدريس الحالات النادرة.
ثم سرد عدداً من الشركات والجهات الرائدة في تقديم مثل هذه الحلول الرقمية في علم الأمراض، ومنها أوفيد، وأبيريو، وبيو إماجين، وأوليمبس، وأومنيكس، وثري دي هايتك، ولايكا.
وفي ختام المحاضرة دار نقاش بين المحاضر والحاضرين حول عدد من نواحي الموضوع ومنها: موانع انتشار استخدام علم الأمراض الرقمي على نطاق واسع رغم فوائده الكثيرة، ومن تلك الموانع الموارد اللازمة للتأسيس والتدريب والأجهزة والبرامج اللازمة؛ والفوائد العديدة لمثل هذه التقنية في التعليم العالي الطبي والصحي، حيث يوفر صورة معيارية تستبعد الاختلافات الفردية، وتمكن من النقاش والتفاعل مع المادة المعروضة للتعلم والتدريب.