الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل عوجاً ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده شريك له المتفضل على عباده بالعلم والتعليم ، القائل في محكم التنزيل في أول ما نزل من القرآن الحكيم : (اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم ) .
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه ، وأمينه على وحيه ، صلى عليه وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجهم واتبع خطاهم إلى يوم الدين ... أما بعد :
فكلية الدعوة وأصول الدين تعتبر من الكليات الشرعية الرائدة ، والتي أنشئت منذ أربعة عقود ، وهي خلال هذه المدة الزمنية الطويلة تسير على خطى ثابتة ، وفق منهج إسلامي وسطي ، مبني على فهم سلف الأمة ، من خلال أربعة أقسام أكاديمية شرعية، هي: قسم الكتاب والسنة، وقسم القراءات، وقسم العقيدة، وقسم الدعوة والثقافة الإسلامية، والتي تمنح درجة البكالوريوس في هذه التخصصات الأربعة، إضافة إلى ستة برامج في الدراسات العليا (ماجستير + دكتورا ه) : برنامج الحديث وعلومه، وبرنامج التفسير وعلومه، برنامج القراءات ، برنامج العقيدة ، برنامج الدعوة ، وأخيراً برنامج الثقافة الإسلامية .
وخلال هذه العقود الأربعة تخرج في الكلية عدد من المتميزين في أنحاء العالم ، ومر عليها أساتذة ومدرسون من شتى الدول، مما يؤكد على اهتمام مسؤولي الكلية ومنذ إنشائها وعلى اختلاف قادتها على العناية بمخرجات الكلية، والاهتمام بمنسوبيها، وكان من فضل الله تعالى على الكلية أن تخرج فيها عدد من أئمة الحرم المكي، وعدد من أعضاء مجلس الشورى.
إضافة إلى تميز خريجي الكلية من طلاب المنح في أنحاء العالم ، فمنهم الوزير، والمفتي، والمستشار .. وغيرهم .
هذا والكلية تسعى باستمرار إلى تحديث برامجها وتطويرها نحو الأفضل والأميز، وتطوير أهدافها تماشيا مع رؤية المملكة 2030، وتحقيقا لاستراتيجية الجامعة وخططها، من خلال الحرص على تطبيق برامج الجودة الشاملة وتطبيق معايير الاعتماد المؤسسي والبرامجي، وكان من ذلك ما تم أخيراً من زيارة برنامجي: الكتاب والسنة، والدعوة والثقافة الإسلامية، من قبل المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي في الفصل الدراسي الأول، لعام 1442هـ.
وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يحفظ قادتنا وولاة أمورنا، ويديم على بلادنا الأمن والأمان والسلامة والإسلام، ويحفظها من كيد الأعادي وشر الأشرار.
عميد كلية الدعوة وأصول الدين بالإنابة
د. أحمد بن عبدالله الفريح