برعاية كريمة من سعادة عميد الكلية الجامعية بمحافظة القنفذة الأستاذ الدكتور عمر هزازي، نظم قسم اللغة العربية ندوة علمية بعنوان: (المسرح عند العرب بين الغياب والتأخر- رؤية جديدة)، في يوم الإثنين ٣٠/ ٦/ ١٤٤١ الموافق ٢٤/ ٢/ ٢٠٢٠، بمسرح الكلية الجامعية بالقنفذة، حاضر فيها كل من: الأستاذ الدكتور لطفي دبيش، والدكتور فيصل المتعب، وترأس الجلسة العلمية الدكتور عودة الشمري رئيس قسم اللغة العربية.
وقد افتتح رئيس الجلسة الندوة العلمية بكلمة ترحيبية بالحضور، وطرح إثرها إشكالية الندوة وقضاياها الأساسية، متحدثا عن دور المسرح في التماهي مع واقع المتغيرات الاجتماعية والتشكلات التي يبحث في ثناياها وأبعادها المعرفية المرتكزة حول العديد من القضايا.
وتحدث المحاضر الأول، الدكتور فيصل المتعب أستاذ الأدب المسرحي، عن أسباب غياب المسرح في الثقافة العربية في العصر الوسيط، وعزا الأمر إلى عدة أمور منها: أن الصراع الموجود في المسرح الإغريقي لا يوجد في أدبنا العربي. وأيضاً مسألة نشأة الفن المسرحي كجزء من ألوان العبادة في الحضارة الإغريقية لا تساعدهم في القيام به، سواء كان في الجاهلية أو الإسلام.
ويرى الدكتور المتعب أن إحجام العرب عن المسرح يكمن في ارتباط المسرحي القديم بالأساطير، ويشير في هذا الصدد إلى إشكالية تتمحور حول مسألة عدم استقرار الإنسان العربي، في حين أن الاستقرار عامل حاسم ومهم لإنشاء المسرح. وتحدث عن أمر مهم أو ما يسمى بالتأصيل للمسرح؛ حيث أشار إلى أن التأصيل لم يأت إلا ردة فعل للمد القومي في الستينيات من القرن المنصرم.
أما أولية المسرح فلم تكن مع (مارون النقاش)، إنما أول نص مسرحي عربي كتب على يد المسرحي الجزائري إبراهيم دانينوس عام ١٨٤٧م، ويعود فضل اكتشاف هذه المسرحية إلى الباحث فيليب سادجروف أستاذ ورئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة مانشستر.
أما المحاضر الثاني، الأستاذ الدكتور لطفي دبيش، فقد أثار عدة قضايا خلافية حول نشأة المسرح عند العرب، وقدم رأيه في علاقة الأدب المسرحي بمسرحة النصوص وجعلها قابلة للفرجة، معتبرًا المسرح فنا من الفنون، والأدب المسرحي جنساً أدبياً هاماً في تطوير الثقافة العربية. وأرجع غياب المسرح "الفرجوي" في الثقافة العربية الإسلامية إلى ازدهار فن الشعر في عصر المشافهة، واضطلاع الشعراء بوظائف عديدة؛ من إنشاد الشعر، أو إلقاء القصائد وسط مجالس الأدب التي تنعقد لدى الخاصة أو العامة في الأسواق الأدبية والمناسبات الثقافية، فالفرجة لم تكن غائبة في الثقافة العربية، لكنها تمثلت في صيغ أخرى غير صيغ المسرح اليوناني.
وتحدث الدكتور لطفي دبيش عن الأدب المسرحي وأثره في تحريك عجلة المسرح العربي، باعتباره فنا فرجويا يستقطب الجمهور فيتماهى معه عبر حواس مختلفة: النظر، السماع، التعبير الجسدي.
وفي ختام الندوة أحال رئيس الجلسة الكلمة لمن طلبها من الحضور الكريم للنقاش والتحاور حول مرتكزات وأبعاد محاور الندوة. وأخذ الكلمة في النقاش العديد من المتدخلين؛ خاصة أعضاء هيئة التدريس. وختم سعادة عميد الكلية أ.د. عمر الهزازي بكلمة شكر للمشرفين على الندوة، ثم بتوزيع شهادات تقديرية للمحاضرين ورئيس الجلسة.
وحدة العلاقات العامة والإعلام بالكلية الجامعية بالقنفذة.