برعاية كريمة من سعادة عميد الكلية الجامعية بالقنفذة الدكتور ياسين بن عبدالله الزبيدي، نظم قسم اللغة العربية ندوة علمية بعنوان: "النقد الأدبي بين الانطباعية والعلمية"، في يوم الاثنين 25/ 07/ 1440هـ، الموافق 1/ 4 2019م، بمسرح الكلية الجامعية بالقنفذة، حاضر فيها كلٌ من الأستاذ الدكتور سامي سليمان، والأستاذ الدكتور لطفي دبيش، والدكتور عودة الشمري. وترأس الجلسة العلمية الأستاذ الدكتور علي الشهري رئيس قسم اللغة العربية بالكلية الجامعية.
وقد افتتح رئيس الجلسة الندوة بكلمة منهجية تحدث فيها عن أهمية النقد الأدبي في مناهج تدريس الأدب، ضمن بكالوريوس اللغة العربية، وبيّن أن النقد الأدبي هو منتج فكري للأدب، ولازمة من لوازمه، ويأتي من أجله يكمله ويقوّيه، فالأدب والنقد لا يفارق أحدهما الآخر، يتكاملان ولا يتضاربان.
أما المداخلة الأولى: فقد بين فيها المحاضر الدكتور عودة الشمري الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية منعرجات تاريخ النقد الأدبي وبداياته الذوقية/الانطباعية في العصور الأدبية الأولى، وأبرز خصائص المنظومة النقدية التراثية، وأهمية الانطلاق منها نحو الدراسات الحديثة التي تتخذ من مناهج الآخر وتياراته، والإجراءات النقدية لها، ولما للمثاقفة مع الآخر من دور كبير في خدمة النصوص الإنسانية/العربية.
أما المداخلة الثانية: فقد أثار فيها الاستاذ الدكتور سامي سليمان الأستاذ بقسم اللغة العربية العديد من القضايا النقدية، خاصة تلك المتصلة بالمفهوم أولا، والإنجاز ثانيا. وأثار مسألة الانطباعية والعلمية وربطهما بالذاتية والموضوعية، وحاول تأصيلهما في تاريخ النقد الأدبي، مع التعريج على عصر النهضة الأوروبية وإبراز أهميته في رفد نظرياته وآراء منظّريه. وعرض تجارب بعض النقاد وبين دورهم الفاعل في تطوير الأدب وتنمية تجارب الأدباء.
أما المداخلة الثالثة: فقد بين فيها الأستاذ الدكتور لطفي دبيش الأستاذ بقسم اللغة العربية أثر اللسانيات في النقد الأدبي، ووجوه استفادة النقاد -الجامعيين خصوصا- من مناهج النقد الحديثة. وبين المحاضر أن العديد من المناهج صارت مداخل أساسية للاقتراب من نصوص الأدب نثره وشعره. ومن هذه المناهج: المنهج البنيوي، والبنيوي الاجتماعي، والتفكيكية، والتداولية، والأسلوبية، ومناهج تحليل الخطاب التي تعطي مكانة للمقام لا للمقال فحسب. وأشار المحاضر إلى أن للمناهج الحديثة آلية بحث منهجية تخلص النقد الأدبي من الانطباعية والأحكام غير المعيارية.
وفي خاتمة الندوة أحال رئيس الجلسة الكلمة لمن طلبها من المتدخلين للمناقشة أو للسؤال، ودار حوار ثري اعتبره رئيس الجلسة مطورا لأعمال الندوة ومساهما في إضاءة بعض النقاط المطروحة في المداخلات الثلاث.