يتضمن برنامج الهندسة البيئية دراسة مواد في العلوم مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات والمواد الهندسية الأساسية، ومواد في الهندسة الكيميائية مثل الموائع والهيدروليكيا والديناميكا الحرارية، وعمليات الوحدة وعمليات معالجة المياه بأنواعها، ومياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى هندسة علم المواد، وهندسة التربة، والتآكل والجيولوجيا، وغيرهما.
دراسة الهندسة البيئية ومجال عملها وحاجتها تبقى مستمرة مع الزمن ما دامت البيئة موجودة والإنسان والكائنات الحية تعيش فيها والتغيرات البيئية مستمرة لا تنقطع، أضف إلى ذلك أنه كلما استمر التقدم العلمي والتكنولوجيا كلما اتسعت دائرة المشاكل البيئية والتلوث والحاجة الماسة إلى معالجتها، فقد لوحظ من واقع التقدم التكنولوجي أنه في حال حدوث مشاكل بيئية جديدة تنخلق هذه المشاكل مع التقدم التكنولوجي الذي يقوده الإنسان على سطح الأرض.
المشاكل البيئية هي التلوث بمعنى آخر، حيث كلما حدث تلوث نتج عنه مشكلة بيئية، وأصبحت الضرورة إلى معالجتها. والتلوث يعني وجود عوامل تسبب إلى تغيير الصفات البيئية وخروجها عن صفاتها الطبيعية التي خلقها الله تعالى الطبيعة لتحقق الحياة السليمة للإنسان، فمثلاً امتزاج الماء أو الهواء بمواد كيميائية أو بيولوجية تعمل على تغيير صفات الماء والهواء ليصبحا غير صالحين للحياة تتسبب عنها الأمراض والموت في بعض الحالات وهذا يعني تلوثاً.
الهدف دوماً هو الحصول على حياة نظيفة وإنتاج نظيف، وأن نحاول قدر الإمكان منع التلوث، وهذا يتحقق في وجود إدارة سليمة في مؤسساتنا تعمل على منع التلوث قبل حدوثه، وفي حال حدوثه تصبح الحاجة إلى وضع برنامج سليم يتضمن خطة مناسبة في التعامل مع التلوث؛ فيتوجب توفر خطوات متتابعة وهي عمليات المناولة والنقل، وعمليات التدوير الصناعي، وعمليات استخلاص مواد جديدة وطاقة، وعمليات الطمر في حفر خاصة، وعمليات المعالجة من خلال إجراءات التحليل والمراقبة وعمليات الوحدة المناسبة.
هي فرع من التخصصات الهندسية التي تهتم بدراسة ومعالجة جميع أنواع التلوت المؤثرة على البيئة والحياة مثل تلوث المياه والهواء والتربة والضوضاء وغيرها من مصادر التلوث المختلفة.
الهندسة البيئية تشمل العلوم البيئية الأساسية، بالإضافة إلى العلوم الهندسية الأساسية والعلوم الهنسية المتخصصة في معالجة المشاكل البيئية والناتجة عن التلوث وقيامها بعمليات المعالجة من خلال التحليل وتشغيل الوحدات وتصميمها، بينما تنحصر العلوم البيئية على دراسة البيئة ومشاكلها المتنوعة والتلوث وأنواعه ومصادره وأثره على الحياة.
في كل مكان يحدث فيه أثر بيئي من تغير وتلوث ومخاطر على الحياة تجد مجالات تطبيق الهندسة البيئية لمعالجة الأثر البيئي، لذا تجد تطبيقات الهندسة البيئية متواجدة في الصناعة والزراعة والمناجم وحقول البترول والأحافير الجيولوجية بالإضافة إلى البحار ومصادر المياه والهواء، أضف إلى ذلك المؤسسات الحكومية من وزارات مدنية ومؤسسات عسكرية والمدن والأرياف وغيرها.
تشتمل الهندسة البيئية على علوم تنبثق من العلوم البيئية وعلم الأحياء، وكذلك العلوم الهندسية وبشكل خاص الهندسة الكيميائية التي تغطي عمليات ووحدات المعالجة، بالإضافة إلى الهندسة المدنية التي تغطي مجالات تنظيم المدن والأحياء، وتوزيع مياه الشرب والقنوات، وتصريف مياه الصرف الصحي وقذفها إلى برك خارج حدود المدينة، وتجميع المقذوفات الصلبة وإدارتها إلى مكبات، أو عمليات التدوير أو المعالجة.