الحمد لله الذي أسبغ علينا وافر نعمه، وجاد علينا بسكنى حرمه، والصلاة والسلام على أفضل الخلق وخاتم الرسل محمد بن عبدالله الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فكان معلماً ومرشداً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً.
وبعد:
فإن قسم التربية من الأقسام الأكاديمية في الكلية الجامعية بمحافظة الجموم بجامعة أم القرى، الذي يسعى في إعداد معلمي مراحل التعليم العام والجامعي. وإنه لمن دواعي سروري أن أرى هذا القسم يبث شعاع النور والعلم والمعرفة إلى أبنائنا داخل وخارج الكلية، لتزويدهم بفنون التربية والخبرات العلمية والعملية لإنارة الطريق لهم، وإفساح المجال أمامهم ليحملوا رسالة العلم التي اختص الله بها الرسل والأنبياء، وهي رسالة تستوجب العناية بالعلم والمعلم.
والإسلام يولي أهمية هائلة للتربية والتعليم فقد قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}, ودعا إلى الاستزادة من العلم بلا حدود، وطلب منا أن نتوجه إليه بالدعاء فنقول:{وَقُلْ رب زِدْنِي عِلْماً}.
من هنا سعينا في قسم التربية إلى الاهتمام ليس فقط بالمعلومات والمفاهيم التربوية التي نقدمها لأبنائنا الطلبة، ولكن هناك اهتمام مكافئ بالقيم والأخلاق والتربية الدينية، انطلاقاً من الفلسفة الدينية والإسلامية.
لذا فإن التربية والتعليم رسالة سامية قبل أن تكون وظيفة ومهنة، وكل من تحمل أمانة العمل في هذا المجال عليه أن يدرك عظم المسؤولية وثقل الأمانة الملقاة على عاتقه سواء المعلم في المدرسة، والمحاضر في الجامعة.
وقسم التربية كأحد أقسام الكلية أخذ على عاتقه هذا الاتجاه، حيث أعطى اهتماماً كبيراً بمد جسور الصلة بينه وبين الآخرين من خلال الإنتاج العلمي والعملي بمختلف جوانب المعرفة، لكونها تعكس الدور الإيجابي في مسيرة التربية والتعليم.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى سعادة عميد الكلية، وأعضاء هيئة التدريس بقسم التربية على ما يقدمونه من جهدٍ وعطاءٍ متواصل لتدعيم الدور التربوي للكلية والقسم في إعداد المعلم على نحو يسهم في نمو الفرد والمجتمع. سائلاً العلي القدير أن يبارك هذه المسيرة العلمية، ويسدد خطى القائمين عليها في تحقيق الأهداف التربوية لمملكتنا الحبيبة.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً.
رئيس قسم التربية
د. عبدالله حميد أحمد الجابري