الملخص

يتناول هذا البحث المنهج النبوي في المراعاة النفسية، وبعض جوانبها وفق شواهد عملية يمكن البناء عليها، ويهدف البحث إلى إبراز منهج النبي صلى الله عليه وسلم في المراعاة النفسية للناس، وإحياء القدوة في مجال العلوم النفسية، والتنمية البشرية. وقد استخدمت الباحثة المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي من خلال دراسة الشواهد النبوية والمواقف الثابتة، ووفقها توصلت إلى نتائج البحث والتي من أبرزها: كان من كمال خلقه وحسن أدبه صلى الله عليه وسلم مراعاة الجانب النفسي لأصحابه والرفق بأحاسيسهم، سواءً كان ذلك لواقعة وقعت منهم على سبيل الخطأ أم لموقف عابر من مواقفه معهم، وكان حسن العشرة، وطيب المعشر مع زوجاته، ويراعي مشاعرهن بما يطيب أنفسهن، ويجبر خواطرهن، والعذر لهن عند الغيرة، كما حرص على غرس الأمل، وبث روح التفاؤل لدى الآخرين، ورسم الابتسامة على الوجوه، وطرد البؤس واليأس والقنوط عنهم، عندما يظنوا أنهم قد أوصدت الأبواب أمامهم، وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من تخويف الناس وبعث القلق فيهم، لما في ذلك من آثار سلبية ومردودات سيئة تنعكس على صحة الناس وحياتهم اليومية، ومن المواساة مشاركة المسلم مشاعره خاصّة في أوقات حزنه وعند تعرّضه لما يعكّر صفوه، فإنّ إدخال السّرور عليه وتطييب خاطره بالكلمة الطّيّبة، أو المساعدة الممكنة بالمال، أو الجاه، أو المشاركة الوجدانيّة من أعظم المواساة، وكذلك مراعاة جبر خاطر المخطئ، ومراعاة الظروف والنفسيات للمسلمين، والمشاركة الفاعلة في الشعور العاطفي فيما بينهم. ومما أوصت به الباحثة الباحثين والمهتمين بالمنهج النبوي تتبع كافة جوانب المراعاة في المنهج النبوي، والتي تشمل المجالات الفكرية والدعوية والاقتصادية والسياسية وغير ذلك.
   

الكلمات المفتاحية

المراعاة، المشاعر، النفسية، المنهج، النبي.   

كيفية الاستشهاد