بحثت جامعة أم القرى في الجوانب المعرفية لدور المرأة السعودية في تطوير المجالات الأكاديمية والبحثية والاقتصادية، بما يضمن تحقيق التوازن المجتمعي وفق رؤية المملكة 2030، وذلك خلال جلسات ملتقى "التوازن الأمثل لمجتمع أفضل"، والذي نظمته وكالة الجامعة لشؤون الطالبات، الخميس الماضي، بالتعاون مع لجنة شؤون الأسرة.
وناقشت المتحدثات ضمن أوراق عملهن دور المرأة المتوازن في دعم ريادة الأعمال باستثمار الإمكانات المعرفية والتكنولوجية لتحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية للمملكة، والوصول إلى خدمات مبتكرة وريادية تضمن استدامة الاقتصاد المعرفي، باعتبارها عنصرًا هاماً في المجتمع، وذات مساهمات فعالة في تحقيق الرؤية الوطنية.
وشددت المشاركات على أهمية التخطيط في تحديد المرأة لأهدافها وطموحاتها، شرط قدرتها على تحمل مسؤولية تنفيذها، ولديها مقومات السلامة الفكرية لتحقق أهداف المملكة المتمثلة في نقل صورة مشرفة للمرأة السعودية على المستوى العالمي بتفاعلها مع الثقافات المختلفة، والاستفادة من العلوم والمعارف الداعمة للتطور في شتى المجالات.
ووجدت الباحثات أن الأمومة لا تنقص من المستوى المهني للمرأة العاملة، بل تشعرها بمكانتها وأهمية دورها الريادي في المجتمع، لما تحققه من شغل وقت فراغها برفع عجلة التنمية واعتمادها على ذاتها في اتخاذ القرارات وتسيير مهامها الموكلة إليها، ووضحن أن من موجبات العيش المتوازن اغتنام الفرص في تطوير الذات، مع مراعاة المتطلبات الأساسية لكل مرحلة عمرية تمر بها المرأة.
وحول بناء جيل يمتلك معايير علمية متقدمة، أوصين بضرورة مراعاة التتابع الزمني في رعاية ذوي المواهب التعليمية ودعمهم للوصول إلى بناء متوازن في الشخصية والإنتاجية، والحرص على تعليمهم أساليب القيادة بتنمية الدوافع والاهتمامات المعرفية للتمكن من توجيه مواهبهم المختلفة لخدمة المجتمع في شتى المجالات، علاوة على دعم الشراكات المجتمعية مع الجامعات ومراكز الأبحاث، لتمكينهم من الحصول على الجوائز المحلية والدولية لدعم الابتكار والإبداع لديهم.
كما أوعزن إلى أهمية تقديم الدعم الخارجي للمرأة السعودية لخدمة القضايا الوطنية المتعلقة بها حتى تكون لها بصمة متميزة في مجال البحث العلمي، خاصة وأن جامعة أم القرى اشتهرت بالنشر النسائي للأبحاث العلمية.
وعلى هامش الملتقى، افتتحت وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة سارة الخولي، المعرض المصاحب له، بتنفيذ منسوبات وطالبات كلية التصاميم، عرضن خلاله نماذج ورسومات لأزياء المرأة على مر العصور، ومشغولات تجسد اهتماماتها المختلفة.
وأوضحت الدكتورة الخولي في كلمتها، أن للمرأة مساهمات فاعلة في كافة المناشط الاجتماعية والمجالات التنموية والاقتصادية المنعكسة على ازدهار ونهضة الوطن، منوهة بضرورة إلمام المرأة بأدوارها المهنية والتنسيق بينها وبين واجباتها الأسرية، بمساهمتها في بناء جيل يقود المملكة إلى أعلى مستويات التقدم.
وأكدت مستشارة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة هيفاء فدا، على ارتباط التوازن في المجتمع بثقة المرأة وإيمانها بما تعمل في ظل التزامها بالقوانين التشريعية ومراقبة ذاتها في تطبيقها للعرف والذوق المجتمعي، إضافة إلى الوعي بمكانتها في التأسي بمن يعلوها، لما لها من أدوار تنعكس على ارتقاء المجتمع وتوازن أفراده.