شارك فضيلة عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور غازي بن مرشد العتيبي في الاجتماع الثاني عشر للجنة عمداء كليات الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يومي الأحد والاثنين 26 - 27 رجب 1438هـ، في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية، والذي تستضيفه كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وقد خلص الاجتماع إلى جملة من التوصيات والتوجهات؛ فقد أوصى وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود، عمداء كليات الشريعة بدول مجلس التعاون بالاهتمام بتعليم العلوم الشرعية واعتبارها من الثمرات وتزكيتها بالنشر، مشدداً في الوقت ذاته على نشر هذه العلوم بما أسند إليها من التنظيمات، وبما فيها من أمانة اختيار المعلمين والطلاب.
جاء ذلك خلال افتتاحه – نيابة عن مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل – لفعاليات الاجتماع الثاني عشر للجنة عمداء كليات الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعات دول مجلس التعاون، في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية.
وأكد الدكتور المحمود أنَّ هذا اللقاء العلمي يستشرف مستقبل الكليات الشرعية وأقسام الدراسات الإسلامية بجامعات دول التعاون، متمنياً أن يكون هذا اللقاء والتواصل امتداداً لجهود العلماء السابقين في الاجتماع والتشاور والتحاور والمناقشات في كل ما يخدم العلم الشرعي.
وأشار إلى أن السلف الصالح كانوا ينتقلون لطلب العلم في أقصى الأرض، وامتداداً لهذا الشأن فإن أهل العلم يرثون أسلافهم في الاقتداء بهم والتواصل معهم، في كل ما يخدم العلم الشرعي الذي به الرفعة، مؤكداً على حفظ العلم؛ وهذا الخير باقٍ بقاء هذه الحياة.
كما أوصى بالعناية بتأصيل العلم الشرعي المبني على الدليل الصحيح والعقل الصريح، والبعد عن الشبهات، وسلك طريق أهل العلم، داعياً العمداء إلى أن يضعوا الخطوط العريضة والخطط الاستراتيجية لوضع الطلاب على النهج الصحيح والقويم المؤصل من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهج السلف الصالح.
من جانبه أكد عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام، الدكتور يحيى بن علي العمري، أن المسؤولية الملقاة على عاتق عمداء كليات الشريعة في دول مجلس التعاون مضاعفةً، حيث تشتد الحاجة إلى تخريج جيل من الشباب متحصن بالأفكار الوسطية البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف، لا سيما مع كثرة الفتن والمغريات والشبهات.
وأضاف أن الضرورة الملحة تبرز إلى حماية الشباب من الأفكار الضالة، وبيان الواجب الشرعي نحو أوطانهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، داعياً إلى وضع خطة تنفيذية وعملية لتنفيذ التوصيات التي سيخرج بها اللقاء، وارتباط كل توصية بإحدى الجامعات لتقوم بتنفيذها.
بدوره أشاد الدكتور راشد العسيري رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة البحرين، بالجهود التي تقدمها قادة دول التعاون لمثل هذه الفعاليات، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يأتي استكمالاً لجهود كبيرة بذلها أصحاب الفضيلة عمداء كليات الشريعة بدول التعاون في دورات ماضية نحو عمل يخدم مخرجات كليات الشريعة في الدول الخليجية، للارتقاء بها وتطويرها، بما يصب في مصلحة أبناء هذه الدول عموماً، ومنسوبي كليات الشريعة والدراسات الإسلامية على وجه الخصوص، سعياً نحو الترابط والتكامل، وتحقيق الأهداف المنشودة من خلال علم شرعي أصيل يواكب العصر بآلياته ومستجداته.
وأشار إلى أن كليات الشريعة تؤدي دوراً مهما في تخريج أجيال واعية، وهي صمام الأمان لفكر وسطي معتدل بعيد عن مسالك الغلو والتطرف والإرهاب، داعياً لجنة عمداء كليات الشريعة والدراسات الإسلامية إلى السعي للتأكيد على هذا الأساس، وترسيخه في الأذهان، وتوحيد الروئ، وتنسق الجهود، بما يحسن جودة برامج كليات الشريعة المقدمة ومخرجاتها، والتأكيد على دور البحث العلمي للارتقاء بجودة المخرجات، والسعي لتبادل الخبرات العلمية المختلفة في بلداننا، لما له من أكبر الأثر في الارتقاء بأعضاء هيئات التدريس والكادر الأكاديمي.
وأشار إلى أن هذه اللجنة يقع على عاتقها الجزء الأكبر من هذه المسؤولية العظيمة في لم الشمل، والتكاتف فيما بيننا، للرجوع بالأمة إلى نبعها الصافي، المتمثل بالتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ففيهما المخرج من هذه الأزمات من خلال التأكيد على مبدأ الوسطية والاعتدال، بما يحفظ علينا - بإذن الله - نعمة الأمن والاستقرار، ولحماية شباب الأمة من الأفكار المنحرفة والبعد عن مسلك التطرف والإرهاب، والحرص على تخريج أجيال واعية بمسؤولياتها، وملمة بعظم الأمانة التي تتحملها، لإيصال رسالة الإسلام الواضحة، ولتخريج نماذج متميزة من طلبة العلم الشرعي، حتى يكونوا من العلماء العاملين الذين تنتفع بهم الأمة بإذن الله تعالى.