جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

نبذة عن قسم الأنظمة


- 2024/10/16

نبذة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

هو القِسم الذي من أجْلِه سعت همَّةٌ مشكورة من صاحب الفَضيلة الأستاذ الدُّكتور: سعود بن إبراهيم الشَّريم -حفظه اللهُ وبارك فيه - إلى تكبُّد المشاقِّ بالتَّفكير في استحداث كلِّيَّة تضاف إلى كُليَّات جامعة أم القرى، وتُعنى هذه الكلَّية بدراسة أنظمة المملكة العربيَّة السَّعوديَّة التي تمتاز علي جميع دول الأرض بتطبيق الشَّريعة الإسلامية الغرَّاء، ولم يُرد أن تأتي هذه الكُليَّة مثل الكليَّات التي تختصُّ بدراسة الأنظمة فقط، فدارس الشَّريعة وحدها غيرُ ملمٍّ بالأنظمة التي تحكمه بل ويحكُم بها إن عمل قاضيًا، ودارس الأنظمة وحدها قد لا يفهم للحكم حِكمةً؛ فلزم إعداد من يدرسهما؛ ليجمعَ بالدِّراسة بينهما مما لا يسعُ أحدًا معاصِرًا جهلُه، فقام البناء، واستوي على سوقِه عساه يُعجِبُ من يراهُ أو يَسمعُ عنه، وعجب من يدرسُ فيهِ أشدُّ وَأكْبَر.

ولمَّــا كَانَ الاهتِمامُ العالميُّ بالأنْظمة يَأخذ منحنًى مُختَلِفًا عمَّا كانت عليهِ الحال في السَّابِق، وقد أخذ هذا الاتِّجاه فى الانتشار والتَّوغل فى المُجتمعات المُعاصرة دون أن يكونَ احتِمالٌ لدعوي الاستغناء عنْه، أو الزَّعم بِمقاطعتِهِ والعُزوفِ عنْهُ زُهدًا فيهِ أو خوفًا من عواقب لم تَكُن إلَّا في رءوس من يرى أنَّها غثٌّ، وأنَّ مَا فى يدَيهِ سمينٌ فلا يتركُهُ ظَنًّا أنَّه يسعى فى استبدالِهِ، ولو تَفكر ولم يتعجَّل لأيقنَ أنَّ هذا ليس استبدَالًا بِقدرِ ما هو مواكبَة عصريَّة لا تستغني عن ثابتٍ من الثَّوابت الشَّرعيَّة التى نفخرُ بِها، ونَعتزُّ بالانتماء إليها، وعليها كانَ تَأسيسُ هذا البَلدِ المُبارك.

وَعَلَيْهِ كان تأسيس هذا القسم الحديث الوجود العميق الأثر، فقد كانت نشأتهُ مع نَشأةِ هَذهِ الكلِّية "كليَّة الدِّراسَات القَضائِيَّة والأنْظِمة"، وكان ذلك عام 1432 - 1433هــ، فجاء هَذا القِسم "قسم الأنْظِمة" يمثِّل أحدَ جَناحي الكُليَّة تَجْسيدًا واضحًا للهدف الذى من أجلهِ كان التَّفكير في نشأة الكلية كما جاء آنِفًا، والهدفُ الأسمى هو القِيام بتدريس الأنظمة مع الشَّريعة حتى لا يستقل أحدُهما فيكون الاهتمام به بَعيدًا تَمامًا عن الآخر كَما هي الحال فى كثيرٍ من المعاهد التي كان وجودُها السبب الأهم في الإنشاء.

وبالجمع بين دراسةِ الشَّريعة والأنْظِمةِ يَتخرَّج من يتقنهما أو يكادُ؛ لأنَّه ثبت أنَّ الإنسانَ عدوُّ ما يجهل، فإذا تَعلم أو عُلِّم فإنَّهُ لن يعادي؛ فكانت هذه النَّظرة فى تطبيقها ترغب فى تحصيل المُخرَج النَّافع الذي يعرف النِّظام بجوار معرفة التَّشريع فيبرِّر لما يتَّفق ويحاول أن يُؤصِّل لهُ، ويفسِّر سبب الاختلاف إن لم يستطع أن يوفقه، ونشأ القسمُ ليُحقِّق هَدفه هذا في المُجتمع السَّعوديِّ فى الاختصاصين، فكان القسم ولا يزال يتبنى الدَّرسين الشَّرعي وَالنِّظاميّ من أهل الاختصاصِ في الشَّطرين (الطُّلَّاب والطَّالِبات) حتى بلغ عدد الخريجين منهما 491 طالبًا وطالبة، فالخريجون 329، والخرِّيجات 162.

وقد حرص القسم منذ نشأتهِ أن يسعى لتحقيق الرؤية التى من أجلها أنشئ، وظهر ذلك جليًّا فى اختيار السَّاعات الدِّراسيَّة المناسبة للشِّقين الشَّرعي والنِّظامي والتى تزيد عن الكُلَّيات المُناظرة، فَجمعَ بهذا بين مناهج اخْتيرت بعنايةٍ، ووصِّفت من قِبل أهل الاختصاصِ الدَّقيق من الجانبين بعد وضوح الرؤية، وحكِّمت المقرَّرات بعد توصيفها، ولم يألُ القائمون علي القسم جهدًا فى تطوير هذه المُقرَّرات وتجويدها حتّى تأتي الثَّمرةُ أفضل من المَأمولِ الذي كانَ رَائعًا بالحسابات الفِكريَّة المَدروسة.

لقد فتح الله -تعالى- بهذا القسم علي خرِّيجيهِ أبوابًا ما كانوا يحلمون بها، فولجوا في أعماقِ المُجتمع، وأسهموا في حلِّ مُشكلاتِهِ، واعتمدت جهودهم على علمٍ بالأنْظمة التى لا يستغني عنها مجتمعٌ، وقد حرص القِسم ولا يَزال يحرصُ أن يكون خرِّيجوهُ متميِّزين، فاصطفاهم من عددٍ كبيرٍ يَتقدَّم للدِّراسة فيهِ، فأكثر من الشروط التى يقبلُ بها طُلَّابَه الذين ينتسبون إليه ليخرِّج للمجتمع من تتوفَّر فيهم صفات المواطن الصَّالح النافع من الجنسين.

ولم يقتصر ذلك الجهد على مرحلة البكالوريوس فقد راد القسم الأقسام التى تُوازيهِ، فسبق مَعَ تأخر زمن وجودهِ فالآن يوجد بالقسم -ولله المِنَّةُ والفضل- برامج ناجحة للدراسات العليا، ففيه برنامج للماجستير الذى بدأ العمل فيهِ من أكثر من أربعِ سنواتٍ بتدريس التَّشريع والأنظمة بخطَّةٍ مدروسةٍ مُحكَّمةٍ، ولم يقتصر هذا علي شطر الطُّلاب فقط، بل في الطالبات من سجَّلن للماجستير في القسم، وكل ذلك دليلٌ علي حرص القسم، ودأبِهِ فى تَحقيقِ الغاية، وتحصيل الهدف.

كما أنَّ القِسم لم يألُ القائمون عليهِ جهدًا في إقرار برنامج دكتوراه تمتَاز بالقوةِ، فشكَّل القِسم لجانًا تتخيَّر المَواد، وأخري تُوصِّف المواد المختارة، ويستشار أهل الخبرة والتَّميُّز حتَّى لا يُقَرَّ إلَّا ما هو نافعٌ وضروريٌّ، وقد تكلَّل ذلك بالموافقة علي البرنامج بعد التَّجويد والتَّنقيح.

وأخيرًا فإن القائل يكونُ صادقًا إذا صرَّح بأنَّ هذا القسم قد ولدَ عملاقًا، ومن كانت هذهِ حال ولادتِهِ فإنَّ الذي يرتَجي منه حتمًا يأتي خيرًا مما يُتوقع.

جار التحميل