جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

كلمة رئيس القسم


- 2023/11/05

الحمد لله رب العالمين، الذي خلق اللوح والقلم، وربط بين القراءة والخلق؛ فقال في كتابه الحكيم: )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(، وأقسم بالقلم، فقال تعالى)ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)، وفرق بين قدر العالم وغير العالم فقال تعالى:)قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(، والصلاة والسلام على نبينا مُحمدصلى الله علية وسلم ، صاحب الكتاب الأبقى، والقلب الأتقى، والثوب الأنقى، خير من هلل ولبى، وأفضل من طاف وسعى، وأعظم من سبح ربهُ الأعلى، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فإن السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بالغاً بالدراسات الإسلامية؛ لأنها من المقررات الأساسية المهمة التي يحتاج إليها الطلاب خاصة في هذا العصر الذي يشن فيه حملات تشويهية على الإسلام عموماً، وعلى القائمين على الدراسات الإسلامية خصوصاً، وفي ظل هذا الغزو الفكري لجميع نواحي الحياة، وتطور أشكال هذا الغزو سواء كان ظاهراً أو خفياً.

فمن المعلوم أن تقدم الأمم واستقرارها مرهون بسلامة عقول أفرادها، وقوة أفكار أبنائها، ومدى ارتباطهم بثوابت دينهم،  وحقيقة حضارتهم، وثقتهم في أئمتهم، وعلمائهم، وولاة أمورهم.

ولما كان الأمن الوطني بصفة عامة يعني تأمين الدولة، والحفاظ على قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ووضع الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك؛ فإن الأمن الفكري يتعدى ذلك كله؛ ليكون من الضروريات الأمنية لحماية الوطن، والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن والأمان.

ومما لا شك فيه، أن من محاسن شريعة الإسلام أنها جاءت لحفظ الضروريات الخمس الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل؛ لِما في ذلك من تحقيق مصالح العباد.

وحفظ العقل والفكر من ضروريات الإسلام، وشرعت لذلك العقوبات الزاجرة لمن ينتهك شيئاً من ذلك؛ قد تصل إلى القتل حداً، أو تعزيراً؛ لأنه لا قيمة للحياة بدونهما.

فالأمن الفكري هو الحفاظ على الفرد والمجتمع والأمة من كل قرصنة فكرية، أو هيمنة ثقافية، أو تسللات عولمية، تهز مبادئه، وتخدش قيمه، وتمس ثوابته، حتى يعيش آمناً مطمئناً على مكوناته الشخصية، وتميزه الثقافي والمعرفي والمجتمعي،  ومنظومته الفكرية المستمدة والمنبثقة عن الكتاب والسنة.

وفي الوقت نفسه، نجد أن الحديث الآن في جميع المحافل العلمية يدور حول التطوير والجودة وتحسين المنتج بما يواكب متطلبات سوق العمل؛ حتى ننعم بجيل قادر على قيادة الأمة، وتحقيق تطلعات المجتمع.

من أجل ذلك كله، عمل قسم الدراسات الإسلامية بالكلية الجامعية بالقنفذة على تطوير نفسه، وتجويد مقرراته الدراسية، التي يقدمها لأبنائه الطلاب لإعداد المتخصصين وتأهيلهم علمياً؛ لتكوين كوادر علمية تتمتع بالكفاءة العالية؛ ليكونوا قادرين على العمل وخدمة مجتمعهم.

وبعد سلسلة من اللقاءات الرسمية وغير الرسمية وورش العمل المصغرة لأعضاء قسم الدراسات الإسلامية بالكلية الجامعية بالقنفذة، وجد أعضاء هيئة التدريس بالقسم أن أولى خطوات الارتقاء بالقسم هو تطوير مقرراته الدراسية؛ في محاولة منه للوصول إلى الخريج الذي يُواكب الحاضر، ويتفاعل مع مستحدثات المستقبل، ويلبي احتياجات سوق العمل.

من هنا، كان لزاماً على قسم الدراسات الإسلامية بالكلية الجامعية بالقنفذة أن يقدم برنامجه للبكالوريوس في حليته الجديدة، مواكباً في ذلك مسيرة التطور والنماء المعرفي والوظيفي والاجتماعي لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع السعودي، آملاً من الله U أن يتقبل هذا العمل الخالص لوجهه الكريم، وأن يكون القسم بذلك قد أسهم في مسيرة النمو والتطور للمجتمع السعودي، بناءً على ما اكتسبه القسم من خبرة علمية مجتمعية واسعة خلال سنينه الممتدة.

رئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية

جار التحميل