جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

أخلاقيات المهنة والرسالة


- 2016/12/08

تمهيــــــــــد:

لكل مهنة في المجتمع الإنساني قواعد أخلاقيات لا بد من مراعاتها والالتزام بها من قبل الأفراد المنتسبين لتلك المهنة، لأن ذلك يساعدهم على السير قدماً نحو تحقيق  النتائج المنشودة بكفاءة وفاعلية.

وتعد أخلاقيات مهنة التعليم من أهم الموجهات المؤثرة في سلوك المعلم لأنها تشكل لديه رقيباً داخلياً وتزوده بأطر مرجعية  ذاتية  يسترشد بها في عمله ، ويقوِّم أداءه وعلاقاته مع الآخرين تقويماً ذاتياً يعينه على اتخاذ القرارات الحكيمة التي يحتاجها ليكون أكثر انسجاماً وتوافقاً مع ذاته ومع مهنته ومع الآخرين.

وإن الالتزام بتلك الأخلاقيات أمر ضروري وواجب، إذ يتحدد مقدار انتماء المعلم لمهنته بموجب درجة التزامه بقواعد تلك المهنة ومراعاتها في جميع الأحوال والمواقف.

المفاهيم الأساسية:

  • المهنة: وظيفة تتطلب إعداداً طويلاً نسبياً ومتخصصاً على مستوى التعليم العالي، ويرتبط أعضاؤه بروابط أخلاقية محددة. مجموعة من الأعمال ذات الواجبات والمهمات المختلفة، يمارس الأفراد خلالها أدواراً محددة لهم وفق أهداف مرسومة يعملون من أجل تحقيقها، ويلتزمون أثناء ذلك بمجموعة من القواعد الأخلاقية تحكم سلوكهم المهني عندما يمارسون تلك المهنة.

  • أخلاقيات المهنة: المبادئ والمعايير التي تعتبر أساساً لسلوك أفراد المهنة المستحب، والتي يتعهد أفراد المهنة بالتزامها.

مجموعة القيم والأعراف والتقاليد التي يتفق ويتعارف عليها أفراد مهنة ما حول ما هو خير وحق وعدل في نظرهم، وما يعتبرونه أساسا لتعاملهم وتنظيم أمورهم وسلوكهم في إطار المهنة. ويعبر المجتمع عن استيائه واستنكاره لأي خروج عن هذه الأخلاق بأشكال مختلفة تتراوح بين عدم الرضا والانتقاد، والتعبير عليها لفظا أوكتابة أو إيماءً، وبين المقاطعة والعقوبة المادية.

مصادر أخلاقيات المهنة:

  • المصدر الديني: تعد الأديان السماوية أهم مصدر من مصادر الأخلاقيات، وقد أكدت السنة النبوية الشريفة وفصلت ما ورد في القرآن الكريم. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف". وقال "علموا وأرفقوا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".
  • الثقافة العربية الإسلامية: كان موضوع أخلاقيات مهنة التعليم من الموضوعات الرئيسة التي تناولها العرب والمسلمون بالدراسة وسبقوا فيها غيرهم، وكانوا أول من أدركوا في كتبهم أهمية المبادئ والأسس الأخلاقية التي تقوم عليها المهنة.
  • التشريعات والقوانين والأنظمة: تعد التشريعات والقوانين والأنظمة المعمول بها من المصادر الأخلاقية؛ فهي تحدد للموظفين الواجبات الأساسية المطلوب إليهم التقيد بها وتنفيذها، ويقصد بالتشريعات دستور الدولة، وجميع القوانين المنبثقة عنه.
  • العادات والتقاليد والقيم: يعتبر المجتمع المدني الذي يعيش فيه الفرد ويتعامل معه في علاقات متشابكة ومتداخلة مصدراً مهماً من المصادر التي تؤثر في أخلاقيات المهنة للأفراد الذين يتعاملون ويتعايشون في هذا المجتمع سواءً على مستوى علاقة الموظف بالمجتمع المحلي أم على مستوى علاقته مع زملائه داخل المؤسسة، أم على مستوى علاقته مع الطلبة.
  • الأدب التربوي الحديث: قد ركز الأدب التربوي الحديث على سلوكيات أخلاقية منها:

       - الإخلاص في العمل.

       - احترام شخصية الذين يعملون معه.

       - الإنصاف بالهدوء وسعة الصدر وتفتح الذهن.

        - التحلي بالتواضع والعفو والقناعة والعزة.

        - الرفق واللين.

         - اجتناب التكبر والطمع والبخل والبغضاء والغرور والكذب ومدح النفس وسوء الظن والغضب.

         - محاسبة النفس.

الخصائص الخلقية الواجب توافرها في المعلم:

الصدق في القول والعمل: يجب على المعلم الالتزام بهذا الخلق، وأن يتحلى به في معاملته مع الطلبة وأولياء أمورهم، ومع زملائه والناس كافة، وأن يفي بوعده ويلتزم بمواعيده.

المؤشرات: الالتزام بدقة المواعيد المتصلة بإجراء الاختبارات وتصحيحها وإعادتها إلى الطلبة. تقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن الطالب حينما تطلب منه.

الإخلاص في العمل: تعد هذه الخاصية من أهم الخصائص الخلقية التي يتوجب على المعلم التحلي بها، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

المؤشرات: مواكبة المستجدات المتعلقة بعمله.

  • الدقة في التخطيط اليومي للموقف التعليمي/ التعلمي.
  • تأدية المهمات الموكلة إليه بدقة وفي موعدها المحدد.

الصبر والتحمل: إن تحلي  المعلم بالصبر يمكنه من تحمُّل المشاق البدنية والنفسية والاجتماعية، ويمنحه الثقة بالنفس وقوة الإرادة، والقدرة على مواجهة العقبات والمشكلات.

المؤشرات: متابعة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.

  • التروي قبل إصدار الأحكام.
  • مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم الصفية ومتابعتها.

الحلم والصفح وبشاشة الوجه: المعلم من أكثر الناس حاجة إلى التحلي بالحلم، وإلى ضبط النفس، وسعة الصدر، قال صلى الله عليه وسلم: "علموا وأرفقوا ويسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا".

المؤشرات: التغاضي عن بعض الهفوات البسيطة التي تصدر عن الطلبة.

  • ألا يكون سريع الغضب بل متوازناً في انفعالاته.

التواضع: تتطلب هذه الخاصية من المعلم عدم التعالي والتفاخر وطلب الشهرة والمباهاة، لأنه قدوة صالحة لتلاميذه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".

المؤشرات: تقبل النقد البناء من الآخرين.

  • الاعتراف بالخطأ.
  • التنازل عن رأيه مقابل الآراء الصحيحة.

العدل والموضوعية في معاملة الطلبة: ينبغي على المعلم أن يمارس العدل في معاملته للطلبة في أثناء تدريسهم دون تحيز لأحد أو محاباة. قال صلى الله عليه وسلم: "أيما مؤدب ولي ثلاثة صبية من هذه الأمة، فلم يعلمهم بالسوية، فقيرهم مع غنيهم وغنيهم مع فقيرهم، حشر يوم القيامة مع الخائنين".

المؤشرات: جمع معلومات كافية عن سلوك الطالب قبل إصدار الحكم.

  • عدم المحاباة والتحيز في معاملة الطلبة أو تقويم أدائهم.

رسالة التعليم:

توفير فرصة التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة، ورفع جودة مخرجاته​، وزيادة فاعلية البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتنمية الشراكة المجتمعية، والارتقاء بمهارات وقدرات منسوبي التعليم.​​

 

جار التحميل