الملخص
ينطلق هذا البحث من نقطة اقتناع بأن الأدب اللهجوي يحمل قيمة تراثية وفنية تستوجب الاهتمام. وقد تم اعتماد تسمية هذا الأدب: "الشعبي" أو "العامي"، تمييزاً له عن الأدب الرسم العربي الفصيح، لكن هذا البحث يبتعد عن هذين المسميين قصداً، وذلك لأن دلالتهما تنتقص من قيمة الشعر اللهجوي وتنعته بالبساطة والتلقائية، فقط لأنه يستخدم اللهجات الدارجة في التعبير المباشر، في حين أن التداول الشفهي لا يقلل من قدرة اللغة على التعبير، ولا يحجب الشعر عن مقومات الأدب الرفيع. إن خير من يتمثل القفزة التجديدية في الشعر اللهجوي النبطي لهو الأمير خالد الفيصل الذي خرج بغزارة شعره، وسعيه الحثيث لتفعيل حركة العقل، وتوسيع دائرة المعرفة، والاطلاع المستفيض على منابع الفكر، من دوائر القديم المتوارث إلى دوائر الجديد النابض بالتبحر في التفكير والتمعن في لغز الحياة. وتقع هذه الدوائر المتجددة في عمق اهتمام هذا البحث الذي يقف عند مفهوم الزمن في شعر خالد الفيصل وتأملاته العميقة في معنى المتغير الديناميكي ودورات التجدد وتحولات حركة التاريخ، فالعلاقة بالماضي علاقة ترسيخ وتأصيل تستشرف المستقبل وتستعد له: كل حقبة زمنية تتألف من وحدات تتعالق في حركة دوران لا تستقر في اتجاهها المرسوم من الماضي إلى الآني نحو الآتي. هذه الحركة الدائرية للزمن لا تتبنى النظام الخطي للتقدم من الخلف إلى الأمام، بل تميل إلى حركة الطبيعة اللولبية التصاعدية التي يتوالى في دورانها الامتلاء والتفريغ، والتملك والتخلي، والشباب والشيبة، بل الحياة والموت. تكمن أهمية البحث في شعرية الزمن عند خالد الفيصل في أنه يطرح نقداً حداثياً ومغايرا يتخذ من فلسفة الزمن في الشعر مفتاحاً جديداً يكشف عن المنظومة المعرفية الدافعة لكثير من نصوصه والمؤطرة للنسق العام لتجربته الشعرية. وتفتح لنا هذه القراءة أفقا فكريا وتأمليا للتعاطي مع ماهية الزمن ومفارقاته ما بين المعايشة والاسترجاع والاستباق، فجميعها متحركات لا يمكن عزلها عن ثبات تلاحقها.
الكلمات المفتاحية
خالد الفيصل، الشعر النبطي، دوران الزمن، الزمن اللولبي، تقلبات التغيير والتجدد، ابن خلدون، الإنجاز والأثر، الخلود.
كيفية الاستشهاد
1. باعشن ل. حركية المتغير والثابت: دراسة تحليلية للدوران الزمني في شعر خالد الفيصل. مجلة جامعة أم القرى لعلوم اللغة وآدابها. عدد خاص: أبحاث الشعر العربي 2024 سبتمبر؛ 179–192. doi:https://doi.org/10.54940/ll44985797