الملخص
تعدد العلامات المكانية في القصيدة العربية بحيث لا يقتصر حضور العلامة على كونها "موضوعا " يكتب الشاعر عنه، وإنما يتجاوز ذلك إلى كونها "تقنية" يكتب الشاعر بها، وما بين الكتابة "عن" والكتابة "بــــــ" تتحرك القصيدة ويبدع الشاعر العربي في تشكيل عالمه الشعري، وعالم القصيدة الجمالي، فالشاعر لا يكتب ريبورتاجا صحفيا عن المكان، وإنما هو يوظف العلامة المكانية، والعلامة بدورها تعمل على بث طاقتها الفكرية والجمالية، فالعلامة بوضعها اللغوي تكون عنصرا لغويا داخلا في نسيج القصيدة وليس مجرد عنصر خارج عنها، وهو ما يجعلها شريكا أساسيا في تشكيل النص الشعري، وقد عمدت القصيدة العربية على مدار تاريخها إلى طرح آلاف من العلامات المكانية التي شاركت في تشكيل كيانها، كما شاركت بالضرورة في تشكيل جمالياتها، وقد نظر إليها الدارسون بوصفها مجرد موضوعات أو مجرد عناصر تشكل فضاء القصيدة دون محاولة اكتشاف جماليات حضورها. من هنا تقف الدراسة في محاولتها اعتماد نموذج شعري له طبيعته الفنية وله حدوده الزمانية والمكانية "القصيدة العربية في منطقة الخليج العربي مطلع الألفية الثالثة"، مستهدفة تحقيق ثلاثة أهداف تناقش أسئلتها وتحقق فرضياتها: الوقوف على أهم العلامات المكانية في القصيدة، واستكشاف طرائق ظهورها والتعرف على أنماط حضورها، ثم مكاشفة ماحققته من بلاغة وجماليات في سياق القصيدة. تسعى الدراسة إلى الإجابة على سؤالين أساسيين: كيف كان حضور العلامة في القصيدة؟ ماذا أضاف حضور العلامة للقصيدة؟، وقد تشكلت مادتها عبر ثلاثة محاور أساسية تمثل دوائر مكانية تتسع من الأقرب للأبعد جغرافيا: المكان المحلي (بلد الشاعر وأحيازه المكانية)، الدائرة الإقليمية (الوطن العربي الكبير)، ثم الدائرة العالمية (الأمكنة خارج الوطن العربي التي قاربتها القصيدة محل الدراسة). قد حققت الدراسة نتائجها اعتمادا على تحليل الطاقة الشعرية للنصوص محل الدراسة تحليلا جماليا بالأساس، بحثا في مستوياتها الأعمق والعلاقات القائمة بين العلامات المكانية من جهة، والعلاقة القائمة بين العلامة المكانية وغيرها من العناصر النصية.
الكلمات المفتاحية
الشعر العربي، الخليج، العلامة، المكان.
كيفية الاستشهاد
1. الضبع م. بلاغة العلامة المكانية في الشعر الخليجي مطلع الألفية الثالثة. مجلة جامعة أم القرى لعلوم اللغة وآدابها. عدد خاص: أبحاث الشعر العربي 2024 سبتمبر؛ 69–89. doi:https://doi.org/10.54940/ll11499770