الملخص
الشائع في دراسة الشعر العربيّ القديم البحثُ في نسيجه اللغويّ اللفظيّ وبنيته العروضيّة الإيقاعيّة ودلالاته الظاهرة والخفيّة ذات العلاقة بمضامينه وأغراضه. بيد أنّ مجالا خصبًا للنظر العلميّ بأدوات المعرفة اللسانيّة الحديثة ينفتح أمام الباحث إذا اهتمّ من هذا الشعر بتعبيراته الفنيّة غير اللفظيّة وإن كانت تتّخذ من اللفظ مطيّة، ونعني بذلك تعبيرات الأجساد الحاضرة في النصوص الشعريّة بما ينشأ عنها من دلالات رمزيّة تتولّد عن تفاعل حركيّ نشيط بين ثالوث هو الجسد والإدراك والعالم. تستقرئ الباحثة ضمن هذا المشروع، متسلّحة بالمفاهيم النظريّة للجسدنة العرفانيّة، ولاسيّما بنتائج نظريّتيْ الاستعارة التصوّريّة والمزج التصوّريّ، التعبيرات الثقافيّة والاجتماعيّة والحضاريّة للأجساد الحاضرة في قصائد المدح والهجاء والفخر والغزل والرثاء كما حفظتها لنا المدوّنة التراثيّة. فعلاوة على ما سيكشف عنه اكتناه حركات الجوارح في أغراض الشعر المختلفة من رسائل ثقافيّة مشفّرة يحملها الجسد بوصفه أداة للتعبير في مختلف المنظومات الرمزيّة، يقود هذا التمشّي البحثيّ إلى استجلاء النظم العلاميّة التفاعليّة في الشعر العربيّ القديم حيث كانت الأجساد الواصفة والموصوفة موطنا لبعدين متفاعلين: ماديّ ورمزيّ يتوزّعان على طبقات من المعنى أدناها الفرديّ (الشاعر بوصفه ذاتًا يقوم جسده وسيطا بينه وبين العالم) وأعلاها الجماعيّ (الأهل فالعشيرة فالقبيلة، فالأمّة فالجماعة الإنسانيّة..)، وهو تمشّ نأمل أن يكشف عن المكانة الأصيلة للشعر العربيّ القديم بوصفه أدبًا إنسانيّا له من المقوّمات الكونيّة ما يجعله مرآة للعالم بأسره لا فقط لبيئته العربيّة.
الكلمات المفتاحية
جسد، معلّقات، نقائض، غزل، رثاء، فضاءات ذهنيّة، جسدنة عرفانيّة، مزج تصوّريّ، استعارة تصوريّة.
كيفية الاستشهاد
1. غنيم أ. لغة الجسد في أغراض الشعر العربيّ القديم: مقاربة عرفانيّة. مجلة جامعة أم القرى لعلوم اللغة وآدابها. عدد خاص: أبحاث الشعر العربي 2024 سبتمبر؛ 52–68. doi:https://doi.org/10.54940/ll23867487