بقلم د. ريم الحسني

أستاذ مساعد فسيولوجيا الحيوان

تشير الدراسات الحالية أن الأشخاص المصابين بمرض السكري أكثر عرضة للإصابة بمضاعفة (كوفيد-١٩)، وزيادة خطر الوفيات مقارنةً بالأشخاص الأصحاء. حيث يعزى ذلك لأسباب عدة: أهمها أن ارتفاع السكر في الدم في داخل الشخص المصاب بالسكري يؤدي إلى فرط مقاومة الأنسولين في الدم والاعتلال العصبي اللاإرادي والإجهاد التأكسدي واعتلال الأوعية الدقيقة في الكلى والرئة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث استجابات مناعية غير منتظمة.

وعند إصابة مرضى السكري بكوفيد- ١٩ تصاب الخلايا الظهارية في الشعب الهوائية بالفيروس ويتكاثر الفيروس حيث يجد البيئة المناسبة بداخلها، الأمر الذي يؤدي إلى موتها موتًا مبرمجًا مما يزيد إفراز السيتوكينات، والتي تسمى بعاصفة السيتوكينات الذي يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة وحادة ويسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والصدمة، الذي يؤدي في النهاية إلى فشل الأعضاء والموت.

بالإضافة إلى التأثير الرئوي الآنف الذكر فإن هناك تأثير على الدم، ويظهر ذلك جلياً في أن مقاومة الأنسولين في الدم تسبب خللاً في الجهاز الدوري الدموي يؤدي إلى تكدس الصفائح الدموية، وحدوث تخثر في الدم وتكَون الجلطات، الأمر الذي يزيد الأمر سوءًا.