جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

الممر العلوي لزائرات «الروضة» يثير الجدل بين المختصين والشورى


الملف الصحفي
أضيف بتاريخ - 2017/02/23  |  اخر تعديل - 2017/02/23

أبدى عدد من المختصين اعتراضهم على اقتراح عضو في مجلس الشورى ببناء ممر علوي لزائرات الروضة الشريفة في المسجد النبوي يتضمن انتقالهن من الجانب الشرقي للمسجد الى الروضة الشريفة دون مضايقة العاكفين فيها.
وأثار المقترح العديد من الآراء من قبل مختصين كانت لهم مشاركات عبر لجان سابقة تم تنفيذها لدراسة الوضع الراهن لزيارة النساء للروضة الشريفة.
ورأى هؤلاء المختصون أن مثل هذا المقترح يجب ألا يتم مناقشته بتلك الآلية في مجلس الشورى قبل الرفع به للجهات المختصة لمعرفة التوصيات السابقة والبدء من حيث انتهت تلك التوصيات. وأشاروا إلى أن الممر الذي اقترحه عضو المجلس عباس هادي أثناء مناقشة تقرير الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي «غير واقعي» ولا يخدم موضوع زيارة النساء للمسجد النبوي الشريف، كما أنه لا يتناسب مع واقع المسجد النبوي وطبيعة الروضة الشريفة والصورة الذهنية التي ارتسمت في وجدان الزوار.
بينما دافع عضو الشورى عباس هادي عن مقترحه قائلًا: إن الممر المؤقت الحالي ليس عمليًا، بينما المقترح يساهم في إيجاد رابط بين المصلى الشرقي والروضة الشريفة دون أن يتسبب في إزعاج المصلين.
الميمني: يخالف طبيعة البناء بالروضة والمسجد

ذكر المهندس فريد الميمني أحد المشاركين في اللجان السابقة لدراسة زيارة الرجال والنساء للروضة الشريفة أن المقترح المقدم من قبل عضو مجلس الشورى لا يخدم طبيعة البناء في الروضة، وكذلك البناء الحالي للمسجد النبوي الشريف، وليس من السهل تنفيذه.
وأضاف: إن هناك الكثير من الآراء والدراسات التي يمكن تنفيذها بعيدًا عن تنفيذ الممر العلوي، كما أن المقترح لا يخدم روحانية الروضة الشريفة وطبيعتها التي ارتبطت في أذهان زوار المسجد.
صيرفي: أي إشغالات داخل «الروضة» ستغير معالمها
أوضح المهندس أنس صيرفي الذي قدم دراسة سابقة عن وضع الحلول لزيارة النساء للروضة الشريفة أن أي إشغالات داخل المسجد النبوي الشريف او الروضة الشريفة سوف تغير من معالمها، كما أن العمل على إنشاء دور مسروق يخصص لزيارة النساء للروضة الشريفة فيه ارتقاء فوق مستوى القبر الشريف وهو من الصعب تنفيذه فالارتقاء للاعلى هذا يجب ان لا يتم، بالاضافة إلى أن المقترح يساهم في تغيير الصورة الذهنية للروضة الشريفة والتي ارتبطت بوجدان الزوار.
وأضاف: إن الحلول ممكن أن تتم بدون أن يتم إحداث إشغالات داخل المسجد النبوي الشريف,ومنها الحلول التنظيمية التي يجب العمل عليها مثل التفويج ,وتخصيص أوقات أخرى تتاح من خلالها الروضة الشريفة بالكامل للنساء ,وأضاف صيرفي هناك توصيات خرجت بها ورش العمل التي تمت بالمدينة المنورة ,والتي حضرها عدد كبير من المختصين ناقشت الحلول المقترحة لزيارة النساء للروضة الشريفة ,والتي تضمنت منحهم مزيدًا من الساعات والمساحة للزيارة ,وأضاف: إن المقترح المقدم لا يساهم في وضع الحلول بقدر العمل على إحداث إنشاءات جديدة تعمل على تشويه الصورة الذهنية للمسجد النبوي الشريف والروضة الشريفة ,واستشهد صيرفي بالمطاف المعلق الذي تم تنفيذه في وقت سابق بالمسجد الحرام ,حيث كان وظيفيًا ناجح لكن بصريًا لم يكن مجديًا على الاطلاق. وطالب بعدم الاخذ بمثل هذه المقترحات او حتى مناقشتها.واشار الى انه لابد من استشارة اهل المدينة المنورة والعالمين بشؤون المسجد النبوي الشريف والمختصين ومراكز الدراسات المتخصصة ,قبل مناقشتة مثل هذه المقترحات على مستوى مجلس الشورى.
صاحب المقترح: الممر الجديد يربط بين المصلى الشرقي و«الروضة»
نصح عضو مجلس الشورى عباس هادي صاحب المقترح الرافضين لمقترحه بعدم التعجل في الحكم وقال لـ«المدينة»: إن المقترح جاء بناءً على مشاهدة واقعية لوضع الزيارة الحالي، حيث هناك عدد من الاجراءات التي تتم قبل السماح للنساء بزيارة المسجد النبوي الشريف، ومنها قيام العمالة المختصة داخل المسجد النبوي الشريف بنصب عدد من السواتر المؤقته بين المصلى الشرقي للنساء الى الروضة وهو ما يعرف بـ»الممر المؤقت» والذي يتطلب اخلاء المصلين، وهذا يترتب إخلاء الموقع، وبالتالي التواصل مع المصلين ومنهم من لا يستطيع فهم اللغة العربية ولا يعلم عن الآلية المنفذة، وايضًا تقوم العمالة المختصة بإزالة الفرش ومن ثم السماح للنساء بالدخول من المصلى الشرقي الى الروضة الشريفة.
وأضاف: إن هذا الممر المؤقت الذي يتم تنفيذه يفصل شرق المسجد عن بقيته، وهو ما يتطلب انتظار المصلين حتى إزالة الممر المؤقت للتنقل داخل المسجد النبوي الشريف، مشيرًا الى ان الممر الحالي ليس عمليًا، بينما المقترح يساهم في إيجاد رابط بين المصلى الشرقي والروضة الشريفة دون أن يتسبب بإزعاج المصلين. وأشار الى أن هذا الموضوع فيه مشقة للمصلين وازعاج للعاملين بالمسجد النبوي الشريف، حيث يتكرر اكثر من مرة في اليوم، وهي عدد المرات المسموح بها للنساء بزيارة الروضة الشريفة.
وأضاف: إن المقترح يتضمن الاستفادة من علو الدور الارضي للمسجد، حيث إن ارتفاعه يقارب 6 أمتار أو أكثر، وبالتالي ممكن الاستفادة من ذلك العلو في تنفيذ ممر علوي يسهل على النساء الانتقال الى الروضة الشريفة، ولا يؤثر على المصلين، وأضاف: إن عرض الممر العلوي المقترح يجب أن يخضع للدراسات من قبل المختصين حتى يتم الاستفادة منه بجودة عالية، مؤكدًا ان هذا المقترح يساهم في انسيابية حركة النساء وراحة المصلين.
وعن الاوقات المخصصة لزيارة النساء للروضة الشريفة أكد هادي أن هذا الامر مرتبط بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين، وذلك من خلال زيادة الساعات او المساحة المخصصة للنساء لزيارة الروضة الشريفة. واوضح أن المقترح تم تقديمه مع المحافظة على الروضة الشريفة من أي احداثات، حيث يجب ألا يتغير فيها شيء، حيث إن الممر لا يدخل الى الروضة الشريفة بل ينتهي قبلها.
600 مصلٍّ داخل «الروضة» في وقت الذروة
شهدت المدينة المنورة في وقت سابق ورشة عمل بعنوان (تنظيم وتسهيل الصلاة في الروضة وزيارة القبر الشريف), والتي نظمها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى بفرعه بالمدينة المنورة, شارك فيها عدد من المسؤولين من مختلف الجهات الحكومية, بالاضافة الى عدد من المختصين، حيث تم شرح فيها حدود الروضة الشريفة ومشروعية الزيارة للرجال والنساء، واستعراض جهود قيادة القوة الخاصة لأمن المسجد النبوي ومخطط للمسجد النبوي الشريف وبواباته التي تساعد على تنظيم دخول وخروج الزوار بالاضافة الى جهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في تنظيم دخول الرجال والنساء لزيارة الروضة والقبر الشريف والتي أشارت إلى أن مساحة المسجد النبوي الشريف تصل لـ400 ألف متر مربع تتسع لأكثر من 700 ألف مصلٍ في وقت الذروة، وتتسع الروضة الشريفة لـ600 مصلٍ في وقت الذروة في مساحة 333 مترًا مربعًا.
وخرج المشاركون في ورشة العمل الى عدد من التوصيات التي من المتوقع ان تساهم في تحسين وتسهيل الصلاة والزيارة في الروضة الشريفة, تم رفع تلك التوصيات الى الجهات المعنية لدراسة إمكانية تنفيذها والاستفادة منها.

7 اسباب لرفض المختصين لـ «الممر المقترح»

  • «غير واقعي» ولا يخدم موضوع زيارة النساء للمسجد النبوي
  • لا يتناسب مع واقع المسجد النبوي وطبيعة الروضة الشريفة
  • يغير الصورة الذهنية التي ارتسمت في وجدان الزوار
  • المقترح لا يخدم طبيعة البناء بالروضة والمسجد النبوي
  • أي اشغالات داخل الروضة الشريفة ستغير معالمها
  • فيه ارتقاء فوق مستوى القبر الشريف وهو من الصعب تنفيذه
  • المقترح لا يساهم في وضع الحلول بقدر إحداث إنشاءات جديدة


8 أسباب يدافع بها عضو الشورى عن اقتراحه

  • جاء بناءً على مشاهدة واقعية لوضع الزيارة الحالي
  • «الممر المؤقت» الحالي يتطلب إخلاء المصلين
  • الممر المؤقت الحالي يفصل شرق المسجد عن بقيته
  • المقترح يساهم في إيجاد رابط بين المصلى الشرقي والروضة
  • الاستفادة من علو الدور الأرضي للمسجد في تنفيذ ممر علوي
  • يسهل على النساء الانتقال الى الروضة ولا يؤثر على المصلين
  • المقترح يساهم في انسيابية حركة النساء وراحة المصلين.
  • المقترح تم تقديمه مع المحافظة على الروضة من أي إحداثات المصدر
جار التحميل