أوصت شركة ألمانية بضرورة إيصال قطار المشاعر المقدسة حتى محطة قطار الحرمين السريع مع ربطه بإحدى محطات مترو مكة المكرمة ليخدم الحجاج في وصولهم إلى أماكن سكنهم بمكة المكرمة. واقترحت شركة توف زود الألمانية (قسم القطارات وسكك الحديد بألمانيا الاتحادية)، التي كلفتها هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة بدرس وتقويم عملية تشغيل قطار المشاعر المقدسة، الخط الجنوبي، في موسم حج عام 2016، ومقارنتها بنتائج الدراسات بالأعوام الستة الماضية من عام 2010 إلى 2015، لحج العام الحالي (2017)، ضرورة عمل معايرة لجميع أنظمة التشغيل، وخصوصاً نظم الإشارات وتوقف القطارات أمام البوابات الفاصلة على أرصفة القطار، وذلك لضمان عملية التحميل والتنزيل واستغلال كامل أبعاد بوابات القطار والطاقات الاستيعابية المتوافرة لرحلات القطارات. علي حسب تقرير تسلّمه مستشار العاهل السعودي الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل من هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، عن تقويم تشغيل قطار المشاعر المقدسة خلال موسم حج 1437هـ، فإن الشركة دعت إلى الاستمرار في منع غير النظاميين من الوصول إلى مناطق ومحطات القطار، ومنع الافتراش حول وأسفل المحطات، وحماية بوابات وأسوار منطقة نزول الحجاج لمستخدمي القطار في مشعر عرفات ومزدلفة ومنع اختراقها بما يضمن عدم أوف سايد حجاج آخرين غير مصرح لهم، وذلك بالتعاون مع قوات أمن المنشآت. وطالبت المطوفين بضرورة الالتزام ببرامج التفويج والتزامهم بالمساحات المخصصة لهم في مشعر عرفات، وعدم التعدي على مسارات المشاة ومسارات التفويج، وتغطية الممرات والمنحدرات للحماية من أشعة الشمس، وتزويدها بمراوح ورذاذ الماء البارد لتلطيف الجو وخفض درجات الحرارة، إضافة إلى سفلتة طرق المشاة المؤدية إلى المحطات. يذكر أن نسبة الرضا في موسم حج العام الماضي 2016 على تشغيل قطار المشاعر مقارنة بموسم الحج السابق بلغت نسبة متقدمة بالمقارنة بالأعوام السابقة، وذلك علي عهدة دراسة أعدتها الشركة الألمانية. واتبعت الشركة الألمانية معايير دقيقة ومحكمة في تقويم ومنهجية عمل قطار المشاعر، إذ قامت الشركة بتكليف فريق علمي دولي وخبراء محليين لتصميم وتطوير استبانات الحج ومقارنتها بمواسم الحج الماضية، وكذلك لتحديد العينات الإحصائية المطلوبة وتحديد طرق وأساليب التقويم العلمية للتحقق من صحة البيانات والنتائج. ومن الأساليب العلمية التي اتبعتها الشركة الألمانية عقد لقاءات ميدانية مع الركاب ومقدمي الخدمة، والمسح الميداني للمخيمات والمسارات والمحطات والمرافق بها، والتصوير الفوتوغرافي والتصوير بالفيديو، ناهيك عن التحليل العلمي الإحصائي للبيانات والنتائج. ويربط قطار المشاعر المقدسة، الخط الجنوبي، بين جنوب شرقي عرفات وجنوب غربي منى (منطقة الجمرات) عبر مشعر مزدلفة بمسار يبلغ 20 كيلومتراً جنوب المشاعر المقدسة في إنشاءات مرتفعة على أعمدة في الجزر الوسطية للطرق. ويشمل المشروع تسع محطات مرتفعة عن الأرض بطول 300 متر لكل محطة، ويتم الوصول إلى أرصفة القطار من طريق منحدرات ومصاعد وسلالم عادية ومتحركة، ويوجد على كل رصيف بوابات أوتوماتيكية فاصلة بين القطار ومناطق التحميل ومناطق الانتظار على الرصيف، ويتم تفويج الحشود إلى المحطات في مسارات محددة إلى مناطق الانتظار أسفل المحطات، فيما يتسع كل قطار لـ3200 راكب. وأوضح تقرير هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة أنه لم يتم رصد أي عطل بالأنظمة أو القطارات أو التجهيزات القائمة في المحطات ومركز الصيانة والتشغيل والتحكم خلال عملية التشغيل في موسم الحج الماضي، وأن قطار المشاعر نقل جميع حملة التذاكر البالغ عددهم 311 ألف راكب بين المشاعر المقدسة في أقل من الأوقات المحددة لذلك، وتم تحصيل الأداء أكثر من 100 في المئة عن المخطط له في جميع مراحل النقل. وأشار إلى أنه باستخدام القطار أمكن الاستغناء عن العديد من المركبات الصغيرة والحافلات في جنوب المشاعر المقدسة، مع اقتراح التطوير المستمر والمزيد من الاستثمار لتنفيذ مسارات قطارات أخرى. واستعرض التقرير الجهود التي بذلت في تشغيل قطار المشاعر خلال موسم الحج الماضي، وخصوصاً في الشق التوعوي، ومن بينها، توزيع مطويات تعريفية بسبل استعمال القطار وإعداد أفلام توعوية بثلاث لغات (العربية والإنكليزية والأوردو) للفئات المستهدف نقلها بالقطار خلال الموسم. وأكد التقرير أن موسم الحج الماضي اتسم بالهدوء والطمأنينة نتيجة التنظيم الدقيق وجهود القطاعات، التي حرصت على أن يكون هذا الحج على أكمل وجه. من جهة أخرى، أظهر استطلاع حول تشغيل قطار المشاعر في موسم الحج الماضي أن المرافق والخدمات والبنية التحتية المتوافرة بالمحطات كافية، وتم سؤال الركاب في المحطات عن مدى رضاهم عن هذه التجهيزات والمرافق الصحية والنظافة، وأجاب 74 في المئة من الركاب أنهم كانوا راضين كل الرضا عن التجهيزات بالمحطات، و18 في المئة رضاهم متوسط، وأجاب فقط سبعة في المئة بأنهم غير راضين، وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالسنوات الماضية. أما في ما يتعلق بالتجهيزات داخل القطار فبلغت نسبة الرضا 95 في المئة، فيما كان الرضا العام 97 في المئة على أداء قطار المشاعر. للمزيد