اختتم ملتقى "همة باحث" فعالياته بعد مناقشته لجوانب بحثية عميقة تهدف إلى التماشي مع "رؤية المملكة 2030"، مع تلبية حاجات المجتمع من خلال ندوات علمية، ودورات، وورش عمل، أقيمت جميعها على مدار ثلاثة أيام في مقر شطر الطالبات بجامعة أم القرى، حيث جرى تنظيم الملتقى من قبل مركز البحوث التربوية والنفسية التابع لعمادة البحث العلمي، بالتعاون مع كلية التربية وعمادة تقنية المعلومات.
وشهد الملتقى ندوة علمية بعنوان: "كراسي البحوث التربوية في جامعة أم القرى"، أدارتها الدكتورة وفاء الغامدي، بمشاركة وكيلة رئيس قسم التربية الإسلامية والمقارنة الدكتورة سارة المطيري، والدكتورة رجاء محضار. كما أقيمت ندوة علمية أخرى عن التطوع كمتغير بحثي في الأبحاث التربوية، أدارتها الدكتورة آمال عتيبة، بمشاركة وكيلة عمادة البحث العلمي الدكتورة سمية شرف، والأستاذة الدكتورة صفية بخيت. إضافة إلى عقد ندوة ثالثة بخصوص النشر العلمي؛ تضمنت معوقات النشر، ومقترحات لزيادة فرص قبول النشر، وزيادة الوعي بالنشر العلمي ومصادره، وذلك بمشاركة الدكتور قماش القحطاني، والدكتورة ديانا حماد، وأدارها مستشار عمادة البحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد حسانين.
وقد نُفِّذَتْ بالملتقى خمسُ دورات، كانت الأولى عن: "الأولويات البحثية في المجالات التربوية وعلاقتها ببرامج الرؤية الوطنية"، قدمتها نائبة المشرف العام على مركز إدارة المبادرات وتحقيق الرؤية بشطر الطالبات الدكتورة تهاني السبيت، والثانية عن: "دور الجامعات السعودية في توجيه البحوث العلمية لتحقيق أهداف التنمية"، قدمتها وكيلة رئيس مركز الدورات التدريبية بكلية التربية الدكتورة وفاء محضر، والثالثة عن: "اختيار المجلة المناسبة والمصنفة ضمن ما يعرف بـ(ISI) لنشر الأبحاث في العلوم التربوية"، قدمتها وكيلة عمادة شؤون المكتبات الدكتورة أمينة الأحمدي، فيما تناولت الرابعة "الملكية الفكرية والاستدلال"، قدمتها وكيلة كلية العلوم الاجتماعية الدكتورة خلود الثبيتي، والخامسة عن: "تصوير البيانات في البحث العلمي"، قدمتها وكيلة عمادة تقنية المعلومات الدكتورة دنيا باداود.
وفي الوقت ذاته، جرى تنفيذ أربع دورات مساندة، اثنتين منها من قِبل عمادة تقنية المعلومات، استعرضت أولاها فن التحليل الإحصائي باستخدام برنامج "SPSS1"، واستخدام خدمة التخزين السحابي "ONE DRIVE". أما الاثنتان الأخريان فجرى تقديمها من قِبل طالبات تحت إشراف الدكتورة ديانا حماد تحت عنواني: "اختبارات موهبة"، و"مشكلات تشوه الاستجابة وطرق تجاوزها".
وكان لِوِرش العمل نصيب وافر في الملتقى، إذ عقدت خمس ورش عمل، كانت الأولى عن "الخطة البحثية في البرامج الأكاديمية"، وقدمتها مستشارة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للتطوير، ووكيلة عمادة البحث العلمي للتطوير والجودة والاعتماد الأكاديمي، الدكتورة هنادي البحيري.
والثانية عن: "الاستثمار في البحوث التربوية"، قدمها نائب المشرف العام على مكتب إدارة المبادرات وتحقيق الرؤية الدكتور فيصل بارويس.
والثالثة عن: "البحوث المستقبلية في المجال التربوي"، قدمتها الدكتورة هنية سعداوي.
والرابعة عن: "كيفية تأسيس مجموعة بحثية"، قدمها مستشار عمادة البحث العلمي الدكتور محمد مرسي.
والخامسة عن: "الأبحاث البينية في التخصصات التربوية (التقاطعات العلمية) وسبل تبادل الخبرات بين الباحثين والباحثات"، قدمها الدكتور ذياب المالكي.
كما حظي الملتقى بعدد وافر من الجلسات الخاصة بالاستشارات البحثية في تخصصات عدة؛ لم تتجاوز مدة الجلسة الواحدة العشر دقائق، شملت الإحصاء وعلم النفس، ومناهج وطرق التدريس، والتربية الإسلامية، والإدارة والتخطيط، والتربية الخاصة، والتربية الفنية.
وحول هذا الملتقى، اعتبرت عميدة الدراسات الجامعية للطالبات الدكتورة سميرة الفيفي، أن الجودة مطلب عالمي ووصفة ملازمة في العصر الحديث، مؤكدة أهمية البحث العلمي باعتباره ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة في المجتمع، وقالت: "إن الباحث هو أهم أركان البحث العلمي، ولكي يكون ناجحا فيما يقوم به من أبحاث علمية، لا بد أن يمتلك بعضا من المواصفات المعينة تتضمن استعداد الباحث للقدرات والمنح التي فطر عليها، والتي ينبغي تنميتها على الدوام، ومن أهمها حب العلم والاطلاع، وصفاء الذهن، والصبر والمثابرة، والأمانة العلمية، والحدس، والخيال".
وشددت على ضرورة تمتع الباحث بالصفات التي تمنكه من إنجاز جميع الأعمال المنفذة، لكي يخرج البحث العلمي بصورة إيجابية تتبلور في خدمة الجنس البشري، وتحقق الأهداف السامية، والرفاهية والتطوير.
وعن أهداف الملتقى، أوضحت وكيلة مدير مركز البحوث التربوية والنفسية الدكتورة أماني الدوسري أنهم يسعون إلى تحقيق أهداف عدة؛ منها: رسم الأولويات البحثية في المجالات التربوية وفقا لـ"رؤية المملكة 2030"، وإيجاد سبلِ دعمٍ للأبحاث، وإبراز أهمية تلبية الأحداث لحاجات المجتمع، ونشر ثقافة البحث العلمي والتوعية بسبل نشر الأبحاث وتسويقها، وتشجيع طلبة الدراسات العليا على عرض إنجازاتهم المتميزة من خلال السماح لهم بالمشاركة في الملتقى.
وأضافت: "إن التبادل المعرفي الذي نسعى إليه يساهم في تغيير النظرة السائدة التي تعتبر قطاع البحث العلمي قطاعا مستهلكا للطاقات والموارد فقط، لكي يلعب دوره الريادي والمستمر في إدارة المعرفة، وتوليد قيمة اقتصادية مضافة، عبر تحسين كفاءة نقل المعرفة للحياة العامة، وتطوير نقل الابتكار والخبرة لعالم الأعمال؛ في إطار بحث تنموي مستدام.