رفع المشاركون في اللقاء الثاني عشر لعمداء الدراسات العليا في الجامعات السعودية الذي نظمته جامعة أم القرى ممثلة في عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي، شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله- ، كما عبروا عن شكرهم لسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على الدعم الذي تقدمه الحكومة الرشيدة لتحقيق النهضة الشاملة في بلادنا لاسيما قطاع التعليم عموما والعالي على وجه الخصوص .
جاء ذلك في ختام فعاليات اللقاء الذي عقد اليوم الخميس، وإعلان توصياتهم في جلستهم الختامية ، حيث قدموا خلالها أوراق عمل ومقترحات علمية ومبادرات استراتيجية تهدف إلى دفع عمادات الدراسات العليا في الجامعات السعودية للقيام بدورها في تحقيق رؤية المملكة 2030م والارتقاء بمستوى التعليم العالي في الجامعات السعودية ليضاهي مثيلاته عالميا وتصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من بين أفضل مائتي جامعة عالمية، علاوة على ذلك قدمت أوراق العمل حلولا مقترحة في أهمية المواءمة بين مخرجات الدراسات العليا وتلبية متطلبات سوق العمل، إضافة إلى معالجة الكثير من القضايا المتعلقة بتطوير مدخلات ومخرجات الدراسات العليا بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030م.
وأكدوا في توصياتهم على توحيد الرؤى المستقبلية وتسخير الجهود العلمية بين عمداء الدراسات العليا في الجامعات السعودية وفق الأطر التي حددتها وثيقة رؤية المملكة 2030م والعمل على تحقيق أهداف محاورها الثلاثة ( المجتمع الحيوي , والاقتصادي المزدهر , والوطن الطموح )، مطالبين بضرورة مراجعة اللائحة الموحدة للدراسات العليا بالجامعات السعودية , وإعادة صياغة القواعد والإجراءات التنظيمية والتنفيذية , وتطوير العمل الإداري في عمادات الدراسات العليا بما يضمن تحسين الأداء العلمي لها وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030م في تطوير أجهزة القطاع العام، كما اقترحوا أيضا تشكيل لجنة تقوم بمراجعة اللائحة الموحدة للدراسات العليا , وكذلك التخطيط لتطوير العمل الإداري داخل العمادات وفق تصور موحد يشمل جميع الجامعات السعودية تحت أشراف وزارة التعليم.
وحث المشاركون على مراجعة برامج الدراسات العليا والعمل على تطويرها واستحداث برامج جديدة وفقا لاحتياجات المجتمع وسوق العمل, وذلك من خلال الأليات المقترحة في اللقاء بإقامة ورش عمل بالتعاون بين عمادات الدراسات العليا والكليات المختصة المقدمة لبرامج الدراسات العليا ومكتب تحقيق الرؤية بوزارة التعليم .
كما طالب العمداء في توصياتهم بتشكيل لجنة تمثل عمادات الدراسات العليا في الجامعات السعودية ووزارة التعليم ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل مع مشاركة أعضاء من شركة القطاع الخاص لغرض تحديد قائمة باحتياجات سوق العمل تحدث دوريا وتبنى عليها خريطة برامج الدراسات العليا في الجامعات السعودية، وتوجيه توظيف الرسائل الجامعية في الدراسات العليا بصفة خاصة وحركة البحث بصفة عامة في الجامعات السعودية في دعم رؤية المملكة 2030م، مقترحين في هذا الجانب إقامة ورش عمل لطلبة الدراسات العليا بالتعاون بين عمادة الدراسات العليا والكليات المختصة لتشجيعهم على البحث في قضايا تخدم رؤية المملكة 2030م ومحاولة طرح حلول واقتراحات علمية للمشاكل والعقبات الأنية والمستقبلية.
وحثت التوصيات على الارتقاء بجودة الرسائل العلمية في الجامعات السعودية من خلال الزام طلبة الدراسات العليا بنشر مستهلات من رسائلهم الجامعية في مجلات عالمية مرموقة كمتطلب للتخرج تحدد من المجلات وتحدث وتعمم على طلاب الدراسات العليا وفقا للتخصصات المختلفة من أجل الارتقاء بالجامعات السعودية في التصنيفات العالمية، والعمل على التبادل الطلابي بين جامعات المملكة والجامعات الدولية ، كذلك العمل على تفعيل استقطاب طلاب متميزين غير سعوديين من خارج المملكة وتمكنهم من الالتحاق ببرامج الدراسات العليا وتذليل العقبات التي قد تواجههم وتشجعهم ماديا والافادة من خبراتهم بما يخدم الحركة العلمية في الجامعات السعودية وتعزيز مكانتها إقليميا وعالميا.
كما طالبوا بإيجاد برامج الكترونية للكشف عن الانتحارات والسرقات العلمية تخدم اللغة العربية ووضع التشريعات المناسبة لذلك بغية تحقيق النزاهة والشفافية العلمية في رسائل الدراسات العليا والإسهام في الارتقاء بجودة البحث العلمي ومخرجات الدراسات العليا على ان يكون هذا العمل مشروعا علميا موحدا تتبناه جميع الجامعات السعودية وتعمل على إتمامه بما يوازي جودة التشريعات والبرامج الإلكترونية المستخدمة في الجامعات العالمية لتواكب تلك التصورات والجهود، رؤية المملكة 2030م التي نصت على الشفافية في جميع الأعمال، مشددين في توصياتهم بالعمل على غرس قيم ومبادئ العمل التطوعي في نفوس طلاب الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس وذلك من خلال القيام بدورات توعوية وتدريبية إضافة إلى تبني حملات تطوعية من طلاب وطالبات أعضاء هيئة التدريس, كما طالبوا أيضا بتنمية الموارد المالية للجامعات عبر برامج ودبلومات مدفوعة الثمن بإدارة عمادات الدراسات العليا بالجامعات وعبر المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى على دعمه ومؤازرته للارتقاء بالتعليم بشكل عام والعالي بصفة خاصة، معربين عن امتنناهم لجامعة أم القرى ممثلة في عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي على ما بذلته من جهد في الإعداد والترتيب وإدارة فعاليات لقاءهم الثاني عشر وتوفير القائمين عليها المناخ العلمي الذي ساد هذا اللقاء وما تخلله من أوراق عمل وأفكار جادة وموضوعية ، ومناقشات مستفيضه .