جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

‏مكة المكرمة والتنمية/ خالد بن منير


الملف الصحفي
أضيف بتاريخ - 2016/11/16  |  اخر تعديل - 2016/11/16


عندما نتطرق للتجارب التنموية الناجحة كتجربة مهاتير محمد في ماليزيا و لي كوان في سنغافورة و الرئيس رجب طيب اردوغان وحزب العدالة والتنمية في تركيا و الشيخ محمد بن راشد في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة و تجربة دولة قطر بقيادة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و من بعدة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ‏فعلينا أن لا نُغفِل تجربة أخرى لا تقل أهمية عن تلك التجارب الرائدة  وهي تجربة التنمية في منطقة مكة المكرمة بقيادة الأمير خالد الفيصل صاحب وراعي هذه التجربة التي تكتسب أهميتها كونها تهتم بتنمية مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم و مكان اداءهم الركن الخامس من أركان الإسلام لتعيش مكة المكرمة منذ سنوات حركة عمل لا تهدأ ليلاٌ ونهارا تقام المشاريع في كل مكان من مكةَ المدينة و مكةَ المنطقة.

‏خالد الفيصل وعند اطلاقة لمشروع تنمية مكة المكرمة في عام 2008 بمشاركة ابناء مكة قال  سننطلق من الكعبة . هذه الجملة يدرك معاناها الآن كل من يزور مكة المكرمة ليجد كل شئ حول الكعبة المشرفة تغير من مبنى المسجد الحرام و المسعى اللذان أعيد  بنائهما من جديد ضمن اطار التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام ثم المشاعر المقدسة منى و مزدلفة و عرفات وشوارع واحياء مكة المكرمة كمدينة والمدن التابعة لها إدارياً جدة و الطائف وباقي المدن الصغيرة الاخرى.

‏تعتمد خطة التنمية في مكة على عنصرين رئيسيين الأول بناء الإنسان الذي يستطيع المشاركة في التنمية والنهوض بالمنطقة الى جانب خدمتة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من خلال التعليم و التدريب والتأهيل و نشر التوعية و مشاركة المواطن في التنمية من خلال مايقدمة من رؤى و افكار و نشر الترابط والتألف بين افراد المجتمع بإنشاء مراكز للأحياء تقدم لهم البرامج المختلفة. 

‏والعنصر الثاني تنمية المكان من خلال خطط وبرامج التنمية ليستفيد سكان القُرى وسكان المدن في المنطقة على حدٍ سواء  من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل الأطراف لتتحول إلى اماكن جاذبة للسكان وبناء وتطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً ومعالجة الأحياء العشوائية ووضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار الجهات الحكومية والخاصة في كافة جوانب التنيمة والبناء.

‏حققت هذة التجربة في أعوام قليلة نقلات نوعية في تطوير المسجد الحرام و المشاعر المقدسة ليكون الحج والعمرة ايسر واسهل وأقل مشقة وأكثر تنظيماً  و في جانب التعليم من خلال ايصال التعليم الجامعي لكل مدينة في المنطقة و توعية الطلاب في مراحل التعليم المختلفة و إقامة الملتقيات ووضع جوائز للتميز في التعليم وجوائر أخرى مجالات الإبداع المختلفة و إحداث نقلة ثقافية بإعادة سوق عكاظ كرمز للثقافة العربية بهوية عربية إسلامية تخاطب العالم إضافة لمشاريع البناء و العمران وتطوير العشوائيات وبناء المدن الجديدة ومشاريع النقل الجوي والطرق والمواصلات والتقنية وتطوير السياحة و تحسين بيئة الاستثمار و تشجيع الصناعة والزراعة وتسهيل الاجراءات لكافة الخدمات المقدمة والرقي بها لتكون مكة المكرمة كما ارادها الله تعالى أم الُقرى .

‏إن تجارب التنمية في السعودية و قطر و الإمارات و تركيا و ماليزيا هي بارقة الأمل التي تشعرنا كمسلمين وعرب أنه بإمكاننا أن نغير و اقعنا للأفضل و أن يكون لنا شأن بين الأمم الأخرى بعيداً المشاريع الوهمية و الوعود الكاذبة و خداع الشعوب بمستقبل زاهر و الواقع و المستقبل يقول غير ذلك في كثير من دولنا العربية والإسلامية. للمزيد

جار التحميل