حين يتم استهداف بلاد الحرمين الشريفين بأي سوء فإن نفوس المؤمنين تضج لذلك ويصيبها من الألم ما يصيبها، ويزداد استنكارها حين يكون المستهدف هو قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، والمسجد الحرام، وأول بيت وضع للناس، ومسقط رأس المصطفى صلى الله عليه وسلم، والمشعر الحرام، وعرفات ومنى؛ عندها فلن يمر هذا الجرم العظيم على فاعله بسلام.
كيف وربنا جل جلاله يقول في محكم التنزيل: {ومَنْ يُرد فيهِ بِإلحَادٍ بِظُلمٍ نُذقهُ منْ عَذَابٍ أَليمٍ}؛ فقد أتت هذه الآية الكريمة بإحدى صيغ العموم وهي النكرة في سياق الشرط؛ فعمت كل من أراد هذا البيت المعظم بسوء سواء كان هذا الملحد داخل الحرم أو خارجه، وعمت كل أنواع الإلحاد، وعمت نوع الجزاء الذي سيلقاه المعتدي.
وإن ما قام به الحوثيون -أعداء الإسلام وسلالة هدمة الكعبة المشرفة وسراق الحجر الأسود- سيحيق بهم عاجلاً غير آجل بحول الله وقوته؛ فقد قيد الله لهم قوات تحالف مباركة تجتث شأفتهم وتكسر شوكتهم، كما أن دعوات المسلمين في العالم كله ستجتمع عليهم {وَلَا يَحِيقُ المَكرُ السَّيءُ إلا بَأهْلِهِ}.
نسأل الله الحفيظ أن يحفظ المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار، ويحفظ بيته العتيق من كل سوء، ويقر أعيننا بنصر قواتنا المرابطة على عدوهم نصراً مؤزراً يشفي صدور المؤمنين، ويعم به الأمن على أرجاء بلادنا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.