نظمت جامعة أم القرى ممثلة في كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة بعمادة البحث العلمي اليوم، ندوة: "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .. الإنجاز في مواجهة التحدي والمستقبل"، لدراسة تاريخ حياة الملك سلمان في عهد المؤسس وأثرها في قيادته للمملكة، في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالعابدية، وذلك بحضور معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بافيل، والمستشار في الديوان الملكي والأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، وأستاذ الكرسي الدكتور عبدالله الشريف، وعدد من وكلاء الجامعة، ووكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة سارة الخولي، وعميدة الدراسات الجامعية الدكتورة هالة العمودي.
وبيَّن معالي مدير الجامعة في كلمته، أن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تحقيق المنجزات والحزم في مواجهة التحديات، جاءت مكملة لسياسة البناء التي انتهجتها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - والتي تسعى إلى بناء مستقبل مشرق لأبناء الوطن، جل اهتمامه عز الوطن وسعادة المواطن وخدمة الحرمين الشريفين ومناصرة القضايا الإسلامية والإنسانية.
وقال معاليه: "ها نحن نستشرف مستقبلنا بعيون رؤية 2030، ونمضي في طريقه الوضَّاء بخطى ثابتة وهمم عالية، يقودها عراب الرؤية ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، ليواصل العمل الدؤوب نحو التحول بالوطن إلى قمم المجد في كافة المجالات".
وبدأ الدكتور فهد السماري، كلمته بمَثَل كرره الملك عبدالعزيز - رحمه الله - "الحزم أبو العزم أبو الظفرات، الترك أبو الفرك أبو الحسرات"، والذي تجسدت معانيه في جانبين، أولها: الحاضر الذي تشهده البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في قيادته لها بالحزم والعزم، مع سياسة واضحة وشفافية كاملة، والآخر: يشير بأن الترك لا يفيد الدولة، وإنما يهوي بها إلى الخسران، ومنه جاءت رؤية ٢٠٣٠، لتبني المستقبل وترتقي بالوطن وأبنائه.
فيما أوضح معالي مدير جامعة الجوف الأستاذ الدكتور إسماعيل البشري، خطوات ومبادرات الملك سلمان بن عبدالعزيز في تطوير التعليم واهتمامه بإنشاء منظومات تعليمية وثقافية، عبر ورقة عمل: "التعليم ورهان المستقبل في فكر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود"، استعرض فيها المبادرات النوعية التي قدمها الملك سلمان عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض آنذاك، في إنشاء جامعات ومكتبات تعليمية ووطنية، علاوة على اهتمامه بمواصلة استثمار التعليم والتدريب، لتخريج جيل قادر على خدمة الوطن، مرجعًا ذلك إلى توظيف الأساليب المطورة في تعليم الأطفال وتعزيز مخرجات العملية التعليمية بما يتوافق مع سوق العمل، وهذا ما ترمي إليه رؤية المملكة.
وتحدث وكيل وزارة التعليم العالي سابقًا الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، عن اجتهادات الباحثين والكتاب في دراسة شخصية المؤسس وجوانبه الفطرية التي أورثها لأبنائه في قيادتهم للدولة، من خلال ورقة عمل: "تأثير التكوين الأسري للملك سلمان بن عبدالعزيز في مواجهة التحديات"، مستعرضًا فيها أبرز الكتب التي وصفت حياته وحكمته في معالجة التحديات التي تواجهه، فضلاً عن المدونات المستمدة من حديث أبنائه عن حكمته في الجمع بين الحزم والعطف في تربيته لهم.
واختتم الندوة أستاذ العلاقات الحضارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا الدكتور عبدالله الربيعي، بالإشارة إلى حكمة الملك سلمان المستمدة من المناصب التي تولاها خلال ٦٠ سنة، دون أن يكرر أخطاءه، والتي صنعت منه رمزًا قياديًا لأبناء الوطن، من خلال ورقة عمل بعنوان: "الملك سلمان وتوظيف التاريخ في سياسته الداخلية والخارجية"، التي أكد فيها أن الوراثة وحب القراءة ومحاورة كبار السن للاستفادة من خبراتهم، لها دور كبير في حكمته وبناء شخصيته التي يقود بها البلاد.
ثم كرَّم معاليه المتحدثين والمنظمين في الندوة، كما كرمت عميدة الدراسات الجامعية الدكتورة هالة العمودي، الفائزة بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب الدكتورة إيمان كيفي، على كتابها "الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز"، أحد الإصدارات العلمية لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة.