يتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة اتفاقا على المخططات التفصيلية لتطوير المشاعر المقدسة والمبنية على الخطة الرئيسة التي أقرتها هيئة تطوير مكة المكرمة، وتم اعتمادها من لجنة الحج العليا سابقا.
وأكد لـ"الاقتصادية" مصدر مطلع – فضل عدم ذكر اسمه - عقد عدد من الاجتماعات مع الوزراء والمسؤولين لشرح الخطة الرئيسة لتطوير المشاعر المقدسة، التي سيبدأ العمل فيها فورا بعد اعتمادها، متوقعا أن يشهد العام القادم تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
وأوضح المصدر، أن المخطط الشامل لتطوير المشاعر المقدسة يعمل على تحقيق عدد من المتطلبات الرئيسة في ثلاثة محاور أساسية، الإسكان، الحركة، والخدمات، كما سيسعى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لخـدمـة سبعة ملايين حاج موزعـة على أنماط متعـددة للإسكان، تتوافق وتتواصل في كل من عرفات ومزدلفة ومنى.
وفيما يتعلق بمحور الحركة، أشار المصدر إلى حرص هيئة تطوير مكة المكرمة على إنشاء أنظمة متعددة للحركة والنقل تربط كل منطقة في المشاعر ببعضها وبشبكة النقل العام بمكة المكرمة، وفيما يخص محور الخدمات سيتم توزيع مواقع الخدمات المباشرة على كل مستوى من مستويات الإسكان (سواء المدنية أو الأمنية)، مع تخصيص موقع خارج المشاعر المقدسة (منطقة حمى) المشاعر على شكل مجمع للدوائر الحكومية التي لا تقدم خدمات مباشرة.
ويهدف المخطط الشامل إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة على مراحل، وفي حدود سبعة ملايين حاج، وذلك باستغلال ما يمكن من سفوح الجبال وبمستويات متعددة دون الإضرار بالبيئة وبتفريغ الجزء الأكبر من وادي منى والدور الأرضي من المسطحات البنائية لتكون متاحة لمن سبق من الحجاج، ومراعاة عدم التفاوت الطبقي في الخدمات تحقيقا للمقصد الشرعي للحج.
كما يسعى المخطط إلى تقديم خدمة النقل والحركة بأنماط النقل المتعددة، الحافلات المفصلية – القطارات – المشاة – النقل المعلق، بما يضمن انسيابية الحركة على أساس منهجية النقل الترددي المطور، وبما يحقق فصل حركة المشاة عن بقية حركة الأنماط الأخرى، والتفويج الآمن للحشود والمركبات.
ويسعى المخطط إلى تنفيذ نفق للخدمة والطوارئ تحت الأرض يغطي جميع المشاعر المقدسة ويربطها بمجمع الدوائر الحكومية خارج المشاعر المقدسة ويربطها كذلك بشبكة طرق مكة المكرمة الرئيسة، إلى جانب تطوير مشعر مزدلفة واعتباره محطة نقل وانتظار لاستيعاب ما لا يقل عن 40 في المائة من أعداد الحجاج بكفاءة عالية وبأمن وسلامة.
ويهدف المخطط أيضا إلى توفير مواقع الخدمات والمرافق المقدمة من القطاع الحكومي والأهلي في كل مستوى من مستويات الإسكان بحجم كاف يضمن تقديم خدمة ذات جودة للحجاج وكفاءة، مع تخصيص الأدوار الأرضية كمساحات مشاعة للحجاج وللخدمات والمرافق وحركة المشاة وسيركز المخطط على استخدام التقنية المعلوماتية الرقمية بما يضمن التحكم في انسيابية حركة الحجاج وإدارة وتشغيل الإسكان والخدمات في المشاعر المقدسة بمفهوم المدن الذكية. للمزيد