جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

عن الحج يتكلمون / عائض الردادي


الملف الصحفي
أضيف بتاريخ - 2016/09/26  |  اخر تعديل - 2016/09/26

نجاح حج هذا العام (بتوفيق الله) ليس هو النجاح الأول ولن يكون الأخير، وسبب النجاح هو الخطط الوطنية لإدارة الحشود التي نفذها رجال أمننا باقتدار وسهروا وواصلوا العمل ليلًا ونهارًا وفق خطط إدارية أثبتت واقعًا لا كلامًا، أن إدارة الحج هي العمل الجاد المستمر، فكانت أقوى رد عملي على شكوك المشككين.
صحيح أن الله قد حمى الحجاج من تخريب المخربين الذين امتنعوا عن الحج، وما كان حضورهم إلا لإثارة الخوف في قلوب من وفدوا آمنين إلى البيت الأمين، لكن ليس كل ذلك هو أمن الحج، فأمن الحج في تفويج الحجاج، وفي الخدمات العامة من صحة ونظافة وتوفير الغذاء والماء ورعاية كل حاج في سكنه وفي حركته، وفي تنقلاته داخل المشاعر وخارجها، وفي الأمن في كل نقطة يمر بها الحجاج.
أمن الحج في توسعة المطاف والمسعى، وفي توسعة المسجد الحرام، وفي إنشاء الطرق وشق الأنفاق وفي السكن الملائم، وفي كل ما يوفر راحة للحاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي المطارات والموانئ مما جعل الحاج يؤدي نسكه في جو آمن جعله ينصرف لعبادته.
أمن الحج في توفير السكن في المشاعر المقدسة وانسياب الحركة للمشاة وللسيارات والقطارات بين المشاعر وبينها وبين المسجد الحرام، ومن أهم ذلك منع الذين يحجون سنويًا بلا تصريح فيضيقون على الحجاج، وهم لا يكلفهم الحج شيئًا سوى أن يخرجوا للمشاعر ويأكلوا ويشربوا من الصدقات ويسدوا الطرق بافتراشها، وقد نجحت الخطط هذا العام نجاحًا مشهودًا مما سيجعل نجاحها أكثر في السنوات المقبلة.
حدثني من حج عدة مرات في حملات الحج أنه لم ير أيسر من حج هذا العام في تنظيمه ويُسر أداء المناسك، وأن ذلك يعود للصرامة في تطبيق خطط إدارة الحج من منع المفترشين، وتفويج الأفواج وانسياب حركة المشاة ووسائل المواصلات وتنظيم كل حركة للحجاج.
إدارة الحج ليست من خلال الأبواق الإعلامية التي أرادت توظيف الحج في الصراعات السياسية والطائفية، بل في الخطط الإدارية الناجحة التي صممتها عقول وطنية محتسبة للأجر، ونفذها رجال أمن سهروا وأرهقوا أنفسهم، خدمة للحجاج، وراحة لهم، وردًا لكيد الكائدين الذين أرادوا توظيف المناسك لأغراض سياسية، فكان الواقع الآمن والشكر من الحجاج هو الرد الناجح بأن إدارة الحج في أيدٍ أمينة، جعلت خدمة الحاج شرفًا لها، وأن الإدارة هي الواقع العملي لا أبواق الإعلام والانحراف عن خدمة الحجاج إلى التوظيف السياسي والطائفي.  للمزيد

جار التحميل