نجاح الحج -في كل عام وليس في هذا العام وحسب- يعد عملا استثنائيًا لان كل عام له ظروف تتجدد من حيث الإعداد والجو والترتيبات الصحية والغذائية والأمنية. في العام الماضي سبق الحج سقوط الرافعة وبعد ذلك تدافع الحجاج الايرانيين وأدت لسقوط ضحايا من الحجاج كانت مؤلمة ولم تكن متوقعة. وقبل موسم هذا العام حصلت حادثة حرق السفارة والقنصلية السعودية في ايران التي على إثرها تم قطع العلاقات مع طهران وعندما اقترب موسم الحج أجريت عدة محاولات للتأكد من أن ايران ستلتزم بترتيبات تنظيم الحج وتكف عن ممارسة (فخ الخديعة - كما يسميها الكاتب أمير طاهري عنوان مقاله في الشرق الاوسط عدد الجمعة الماضية والذي أورد فيه الكثير من التفاضل التي مع الأسف لم يتعرض لها إعلامنا برغم أهميتها كجزء من محاولات ايران وما تنوي عمله في مكة المكرمة والمدينة المنورة) التسييس وبث الفوضى والتشويش على الحجاج ولكنها رفضت ذلك ومنعت حجاجها من أداء الفريضة. ولم تكتف بذلك بل شنت حملات اعلامية مكثفة تتهم المملكة بأنها غير قادرة على تنظيم وإدارة شؤون الحج والحمد لله ان النتائج أتت على غير ما تتمنى ايران وكل من يعمل على زعزعة أمن واستقرار حج بيت الله العتيق.
تطوير الأماكن المقدسة يعد واجب وخدمة الحجاج شرف عظيم تطلع به المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا ومن يريد التسييس والتخريب فعليه أن يبحث عن ملعب آخر يمارس فيه العبث والمناورات السياسية الفاشلة. والتزامات ادارة شؤون الحج حزمة من التنسيق والتعاون بين كل الدول الاسلامية، والمملكة العربية السعودية تقوم بذلك الواجب خير قيام بعيدًا عن المزايدات السياسية التي تمارسها ايران ومن على شاكلتها.
ان ادارة تجمع يزيد على مليوني مسلم من جميع انحاء العالم ومختلف اللغات والأعمار والحضارات في الأراضي المقدسة يتطلب أعباء ومسؤوليات جبارة وإدارة متمكنة تحافظ على الأمن وتوفر الماء والغذاء والصحة والنظافة ووسائل النقل في حيز ضيق بحكم الطبيعة الجغرافية والتوقيت الدقيق للوقوف في المناسك لأداء الركن الخامس من اركان الاسلام والحجاج القادمون إلى مكة المكرمة يشاهدون حجم تلك المهمة ويقدرون ما تقوم به الدولة لتمكينهم من اداء فريضة الحج بيسر وفي أمن وأمان. والحج عبادة وفرصة تجمع المسلمين وتذكرهم بوحدتهم ومنابع دينهم الحنيف والمسلم الحق يتجنب الاخلال بأركانها بالقول أو العمل كما قال رب العزة والجلال (لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وأعطى المسلم فرصة الخيار متى يقرر أداء الفريضة مرة في العمر لمن أستطاع. ونهى عن كل ما يخل بواجبات الحج من الكبائر الى أدق التفاصيل الشخصية ليتم الحج وبإذن الله التوبة والغفران ومن يرى خلاف ذلك فعليه أن يراجع نفسه ويبتعد عن الشبهات. وخلاصة القول إن نجاح الحج يعد انجازًا استثنائيًا لأنة كذلك في هذا العام وكل عام بإذن الله تعالى.. كما أن النجاح طبيعي لأن شعب المملكة يعيش التجربة وحسن التنظيم ورفع مستوى الخدمات والتسهيلات في كل عام.. ولله الحمد والمنة الذي شرف الوطن والمواطن بخدمة حجاج بيت الله الحرام. للمزيد