في ملتقى أسبوعي كان يجلس بجواري صديق تربوي، وإعلامي مكي، عتيق دأب على متابعة شؤون الحج وشجونه على مدى ينوف عن ثلاثة عقود وأخذنا نتبادل أطراف الحديث عن الحج وعن التفوق في إدارة شؤونه وحشوده على نحو احترافي منقطع النظير بدءًا من تأمين سلامة ضيوف الرحمن منذ ان تطأ أقدامهم الأراضي المقدسة وحتى الانتهاء من تأدية مناسكهم ومن ثم عودتهم الى ديارهم سالمين غانمين، التفت إليّ صديقي وقال عبارة استوقفتني مليًا في سياق حديثه نصها: «لا حج بدون داخلية» وأزعم أني فهمت مقصوده من تلك العبارة بأن على عاتق وزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة يقع العبء الأكبر والمسؤولية الأعظم وراء نجاح موسم حج هذا العام (١٤٣٧هـ) وذلك بتوفيق من الله فبدون الأمن بشقيه الوقائي والعلاجي إن لزم الأمر لم يكن لا بمقدور ولا بوسع القطاعات الخدمية الأخرى والتي بلغ عددها ٢٥ جهة حكومية في مقدمتها وزارة الحج والعمرة، وزارة الصحة، إمارة منطقة مكة المكرمة، شركة المياه، والهلال الأحمر وجهات أخر النهوض بمسؤولياتها وتأدية مهامها على الوجه الأكمل.
جريدة المدينة نشرت في عددها (١٩٥٠٥) الصادر يوم السبت ١٤٣٧/١٢/١٥هـ ص ٧،٦ ريبورتاجًا استقصائيًا ورد في سياقه وثناياه أن ١٧ سببًا كانت وراء نجاح حج هذا العام لعل من أبرزها «الخطط الاستراتيجية المحكمة والعمل بروح الفريق الواحد» التي لم تكن لتتحقق لولا متابعة القيادة الحثيثة بل والمباشرة على شؤون الحج والحجاج ميدانيًا، «لا حج بدون داخلية» يبدو «كمعادل موضوعي للحج بلا تصريح» قلت لصديقي الإعلامي: لا ينبغي أن نقول: لماذا نجح الحج؟ بل الأحرى والأجدر أن نقول: لِمَ لا ينجح الحج؟! للمزيد