جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

نجاح الحج: بالأفعال لا الأقوال / سمر الحيسوني


الملف الصحفي
أضيف بتاريخ - 2016/09/18  |  اخر تعديل - 2016/09/18

تهنئة من القلب للبلاد الطاهرة، أرض الحرمين، ولقيادتها الحكيمة، التي ما فتئت لمواصلة العطاء لخدمة الدِّين، والأمَّة، فنجاح حجِّ هذا العام مختلف عمَّا سبقه من أعوام، فبين كل التحدِّيات والأقاويل، التي اتُّهمت بها المملكة من قِبَل المغرضين، أثبتت بلادي قيادةً وحكومةً وشعبًا بأنَّها الأقدر على خدمة الحرمين الشريفين، وتسيير شؤون الحجِّ بأكمل وأروع السُبل التي قُدِّمت لضيوف الرحمن. 
فما شاهدناه على قنوات التلفزة من بثٍ مباشرٍ لنقل حركة الحجيج أبهر العالم من مختلف أنحائه، لما رأوه من جهودٍ كبيرة مبذولة في مختلف النواحي، سواءً من خلال المتابعة الأمنية، أو تقديم الرعاية الصحيَّة، أو تسهيل العمليَّة التنقليَّة، التي لعبت دورًا كبيرًا في تسهيل حركة نقل الحجيج بين المشاعر المقدَّسة بكلِّ يسرٍ وسهولةٍ. 
فخير وصف لسبب نجاح حجِّ هذا العام؛ ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخليَّة، عندما هنَّأ رجال الأمن بإنجازاتهم في موسم حجِّ هذا العام، وإحساس الجميع بالفخر خاصَّةً لما بَدَر من أسلوب احترافيّ ومهنيّ في التعامل. 
وقد ذكر سموّه بأنَّه لم يرَ من قبل تناغمًا بين جميع الأجهزة، سواء الأمنيَّة أو المدنيَّة كمثل هذه السنة، وذلك كان أحد أسباب نجاح موسم الحجِّ لهذا العام، فشعور الأجهزة الحكوميَّة جميعها بأنها جهاز واحد، لديه رسالة، وهدف واحد، يُعزِّز روح التعاون والنجاح.
كما أنّ المواطنين أيضًا كان لهم دور إيجابي كبير في نجاح موسم الحجِّ هذا العام، فوعي المواطن، وإدراكه لحجم العواقب المترتبة على مخالفة شروط الحجِّ، وحرصه على سلامة وطنه؛ ساهم في الحد من نسبة المخالفين لهذا العام.
حيث سجَّل هذا العام أعدادًا من المخالفين، والحملات الوهمية بشكلٍ دقيقٍ، ورقابة متميّزة، والتي قامت الجهات الأمنيَّة المختصة باتخاذ الإجراءات المناسبة بحقِّها.
إنّ التناغم الحاصل بين جميع أبناء المجتمع الواحد بمختلف فئاته أثبت للجميع بأنَّ التعاون ليس فقط أحد أسرار النجاح، بل هو سلاح ضد كلِّ مَن تخوّل له نفسه العبث في أمننا وسلامة بلادنا، فحماية البلاد مسؤوليَّة تضامنيَّة، ومنظومة تكامليَّة بين جميع أبناء الشعب الواحد.
أتمنى من الله -عزَّ وجلَّ- أن يديم على بلادي الأمن والأمان، مهما علت أبواق الطامعين فيها، وأن يديم على وطننا الغالي عزَّه واستقراره، ويحفظه من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وعبث العابثين. فإدراكنا جميعًا لحجم المسؤوليَّات، التي تقع على عاتقنا، وتقديرنا للجهود المبذولة من قِبَل الجميع، ساهم في انضباط حجِّ هذا العام، الذي تكلَّل بنجاحاتٍ باهرة. وكما قالت حكومتنا يومًا في ردٍّ لها على كلِّ مَن أراد إحداث سوءٍ ببلادنا، والتدخل في شؤونها الخاصَّة، «فالبلاد وحجيجها خط أحمر، لا تقبل العبث»، أثبتت بلادنا حقًّا أنَّها تفعل ما تقول، قبل أن تقول ماذا تفعل.  للمزيد

جار التحميل