جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

اقتصاديات الحج والعمرة / بسام فتيني


الملف الصحفي
أضيف بتاريخ - 2016/09/18  |  اخر تعديل - 2016/09/18

بلغة الأرقام يوما ما ستكون مكة المكرمة من أكثر المدن الإسلامية زيارة بسبب توافد الحجاج والمعتمرين عليها بشكل دائم حتى تقوم الساعة، وذلك يعني أن للحج والعمرة انعكاسا اقتصاديا كبيرا، علينا تطويره وتطويعه لخدمة الإسلام والمسلمين، فالمملكة العربية السعودية لم تتوان في ضخ الأموال ولم تبخل بتطوير البنى التحتية فأنشأت جسرا للجمرات أضحى تحفة معمارية فضلا عن حله للكثير من المشاكل التي أصبحت ماضيا لا يذكر كالزحام والتدافع وصعوبة الرمي، وشرعت حكومة المملكة على استحداث ترام للمشاعر المقدسة، وأقرت مشروعا ضخما للنقل كقطار الحرمين، ووسعت مطار جدة بمبالغ مليارية ليكون الأضخم والأبرز خدمة للحجاج والمعتمرين.

والسؤال الآن ماذا بعد؟ ماذا بعد مجهودات الحكومة الرسمية؟ وماذا على القطاع الخاص من دور الآن؟ وللإجابة على هذا السؤال علينا تحويل الأرقام لاحتياجات ولتبسيطها أكثر دعونا نقول ما التبعات التي يحتاجها السوق لاستيعاب الأعداد التي ذكرها وزير الحج الأسبق د. بندر الحجار حين توقع في السنوات القادمة أن تخدم المملكة 5 ملايين حاج وحوالي 30 مليون معتمر، فكيف نحول هذا العدد الضخم لأرقام خدماتية تنعكس على مجال الخدمة المتوقع؟ وبشكل أسهل علينا أن نسأل القطاع الخاص هل أنت مستعد للاستثمار في مجال الفندقة وزيادة عدد الوحدات الجاهزة لإسكان هذا العدد؟ ونفس السؤال للمستثمرين في مجال الإعاشة والخدمات اللوجستية – النظافة – الصيانة –التشغيل .. إلخ.

لذلك على الشاب المكي اليوم أن يستوعب هذه الفرصة وينفض من على جسده التفكير في مجرد وظيفة حكومية تتصدق عليه براتب نهاية الشهر، إن الفرص الحقيقية قد لا تتكرر دائما، وعلى القناص الذكي اختيار التوقيت الصحيح للظفر بغنيمة الاجتهاد حلالا زلالا ليكسب الأجر والأجرة كما يقول أهل مكة، وقد يعتقد البعض أن ما أكتبه الآن مجرد رومانسيات وأمنيات وخواطر تم سردها في مقال، لكن التاريخ يقول إن التجارة شطارة، وعليك فقط التنقيب والبحث في تاريخ الأثرياء الشرفاء، وستجد أن بدايات نجاحهم لها ارتباط بشكل أو بآخر بخدمة الحاج والمعتمر، ولكي أكون أكثر دقة سأقول للشاب المتأهب لاقتناص الفرصة خذ مجال الهدايا التذكارية من قلب مكة محورا للتطوير والتجارة، وستجد أنك خرجت من صندوق استيراد سلع صينية لتكون هدايا عينية من الأراضي المكية وافهم يا فهيم!

خاتمة،

يوما ما سينضب النفط، ولن يعمر المكان إلا العلم والإنسان، ولأن الإنسان ميزه الله بالعقل فعليه فقط استخدامه وسينجح لا محالة بتوفيق الله. للمزيد

جار التحميل