موسم الحج سنوي ومعروفة ومعدودة أيامه إلى أن تقوم الساعة، والعمرة كذلك والفارق هو أن العمرة طول العام بلا توقف أو تحديد، وهذا ما يضعنا أمام قوة وزخم زوار محليين وخارجيين كبير جداً، حتى أن المملكة وضعت حصصاً للدول في الحج تبعاً للتوسعات أو الطاقة في الحرم المكي والأمكان المقدسة، وهذا ما يعزز أن يكون هناك تقنين للأعداد ولا يمكن فتحها بلا ضبط لها؛ ومع كل ذلك نجد أن عدد الحجاج سنويا كإجمالي يقارب 2 مليون ويزيد عنه غالبا، وهذا يعني قوة زوار وأعداد كبيرة، كذلك العمرة سواء خلال العطل الرسمية أو قبل رمضان أو خلال شهر رمضان أو ما بعدها، ولكن هناك فترات زمنية تكون هناك أعداد ضخمة من الزوار ومواسم تبعاً لقدسية الأيام كرمضان. الأن ومع كل ذلك وهو يشكل طلبا عاليا اقتصاديا، ويمكن أن نصل سنويا كحجاج ومعتمرين خصوصا أن يتجاوز العدد 13 مليونا وممكن يصل إلى 20 مليون زائر "حاج ومعتمر"، وكذلك يمكن أن يشمل الحرم النبوي بالمدينة المنورة حين نتوسع في ذلك.
السؤال الأن هنا؛ لماذا لم نستثمر ذلك اقتصاديا على أكمل وجه؟ سيقول ماذا تريد أن نفعل؟ ولست أتحدث عن فرض رسوم أو قيمة على الزوار أبدا ليس هذا حديثي اليوم، ولكن أولها أين "المناطق الحرة" بمعنى أن يستثمر المسافة بين مكة وجدة أو مطار جدة الجديد ببناء منطقة حرة كبرى وضخمة جدا، وتطرح كمزاد للقطاع الخاص كامتياز، ويربط بالمطار أفضل باعتبار من يشتري فهو سيسافر، وتعرض بها السلع والخدمات على أعلى مستوى، أين فنادق خارج مكة وتربط بأسواق ومقاهي ووسائل ترفيه عائلية بعد نهاية الزائر من زيارته؟ لماذا لا يكون هناك مطار بالقرب من مكة، ونعلم مصاعب جبال مكة، ولكن هل هي مستحيلة؟ متحاف خاصة، تراث جدة ومكة للزوار حين يهتم به ويوضع له مدن خاصة كقرى تراثية؟ من يعرف تاريخ مكة العريق منذ فجر الإسلام؟ أين متاحف المقتنيات للزوار؟ كيف يستثمر جبل ثور للزوار وجذب لهم؟ عشرات ومئات الفرص الممكنة لكي يمكن لنا استثمارها، وليس الغرض التحول إلى النمط المادي بقدر أن نستثمر ما لدينا وبدون رسوم، ولكن نوفر وسائل لبقاء الزوار أطول وقت ممكن وهي تباعا سيأتي معها الصرف والاستثمار، كل دول العالم تسعى لجذب الزوار لها "والنقد الجديد" والضخ المالي، وهذا يأتي لنا بدون دعوة أو تسويق، فهي طبيعية وواجب ديني على كل مسلم، لن يفرض شيئا؛ بقدر التشجيع على البقاء ومعها الصرف، وبما ينعكس على الاقتصاد الوطني وفرص عمل واستثمار للقطاع الخاص. للمزيد