تتشرّف بلادنا بلاد الحرمين الشريفين بخدمة حجاج بيت الله الحرام واستضافتهم في هذا الوقت من كل عام، قادمين من مختلف بقاع الأرض راجين زيارة بيت الله الحرام وأداء المناسك بكل سهولة ويسر. وهذا ما يحمّل لجنة الحج العليا في البلاد مسؤولية تقديم كافة التسهيلات وتأمين كافة احتياجات ضيوف الرحمن على أتم وجه، وذلك من خلال إنجاز وتنفيذ الخطط والمشاريع المعدّة للحج طوال العام، حرصاً على تقديم الأفضل والأنسب للحجاج وتيسير شؤونهم.
إنّ أكبر ما يقع على عاتق هذه اللجنة هو مسؤولية تأمين الأمن والسلامة لهؤلاء الحجاج وخاصةً في ظلّ الظروف الصعبة التي تعصف بالعالم من حولنا. فمن أهم الأمور التي من شأنها ضمان حسن سير موسم الحج هو التشديد المفروض من قِبَل الجهات الأمنيّة فيما يتعلّق باشتراط الحصول على تصريح لإمكانية العبور إلى مكة المكرمة وأداء فريضة الحج. فكلنا يعلم حرص المملكة الدائم على تأمين الحماية والسلامة لضيوف بيت الله ومراعاة كافة احتياجاتهم منذ لحظة وصولهم إلى المملكة حتى مغادرتهم أراضيها. فـكان شعار «لا حج بلا تصريح» الخاص بالحملات التوعوية التي تقودها وزارة الحج والعمرة في كل عام وسيلة من الوسائل التثقيفيّة التي تستهدف جميع فئات المجتمع وتحذرهم من التهاون بهذا الخصوص. ومع ذلك نجد للأسف تهاوناً وتجاوزاً من قِبَل العديدين وعدم الالتزام بالأنظمة والقوانين الموضوعة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد! بل تعداه ليصل إلى درجة مساعدة بعض المواطنين للحجاج على الحج بلا تصريح وتسهيل دخولهم لمكة المكرمة ! فإنّ أكثر ما من شأنّه تعكير صفو حسن سير موسم الحج هو التهاون بموضوع التصاريح ومساعدة الغير على الحج بدونها. فعلى المواطن أن يكون العين الساهرة مع رجال أمننا على حماية هذه البلاد، فكل مواطن مسؤول عن المحافظة على وحدة بلادنا والمساهمة في ضمان سلامة أرضها.
فعلى الجميع إدراك حقيقة أنّ التصاريح وضعت لحماية البلاد وليس الهدف منها التصعيب على العباد! فالوزارة قدّمت كافة التسهيلات المتعلّقة بهذا الشأن، بل وهيّأت إمكانية التقديم على تصريح حج إلكترونياً. فالتصريح يساهم في معرفة هوية كل من يدخل إلى هذه الأرض ضماناً لحماية الحجاج أنفسهم وحماية بلادنا. ففي ظل كافة هذه التسهيلات ما الذي يدفع البعض لمخالفة الأنظمة وتعريض أنفسهم للمساءلة القانونية؟! ما الذي يدفعهم للخوف من الكشف عن هوياتهم وتحبيذ سلوك الطرق الملتويّة والتسلل خلسة إلى أنحاء البلاد لولا وجود دوافع أخرى مبطنّة غير الظاهر منها بلباس الإحرام الذي يرتدونه؟!
ختاماً، أتمنى بأن يكون المواطن على القدر المعهود من المسؤولية في حج هذا العام وعدم تقديم أي تسهيلات لمن لا يحملون تصاريح الحج، فلا أحد يحرص على حماية هذه البلاد كأبنائها، فلنحمِ بلادنا من كل من يحاول الإضرار بها وإثارة النعرات بين أبناء الشعب الواحد. للمزيد