من عام إلى عام تتوالى النجاحات السعودية في موسم الحج وإدارة ملايين الحشود بتجربة وصفت بالعالمية ونحن أمام استقبال هذا الموسم العظيم الذي تتجه من خلاله أفئدة المسلمين من شتى بقاع المعمورة الى الأماكن المقدسة . الحج شعيرة روحانية وفيه من الفوائد الدينية والحياتية ما الله به عليم ،ففيه منافع للعباد وفي الحج تهذيب روحاني وتربية وجدانية وفيه رزق للحاج والزائر والمقيم وكل من شهد هذا الموسم العظيم بكل تفاصيلة.
في موسم الحج تعلن الشركات والمؤسسات عن آلاف الفرص الموسمية التي يتهافت عليها الشباب ويتطلعون اليها بشكل موسمي وهي تتعلق بعشرات الوظائف المنوعة التي تتراوح بين الفنية والإدارية والإشرافية وغيرها وهي فرصة سانحة لصقل مهارات الشباب خصوصاً وانهم في إجازة وقد أثبتت مواسم الحج جميعها تفوق الكشافة السعوديين في العمل التطوعي الجبار ومساعدتهم ومساندتهم لإخوانهم من رجال الأمن ومن الجهات الاخرى العاملة في المشاعر المقدسة وسجلوا نجاحات منفردة وأسهم العمل الموسمي في تنمية أدائهم بشكل مضطرد ومتزايد سنوياً الأمر الذي يعكس اهمية وجود الخبرة والتدريب واستمرارية التطوع في الرفع بمستوى أداء الفرد والجماعة وبإيجابيات متزايدة في مجال تنمية الموارد البشرية .
والأمر ينطبق على الوظائف الموسمية المطروحة والتي أتمنى أن تتيح للشباب السعودي أكبر فرصة ممكنة في العمل الميداني والاداري لانها فرصة مواتية للتدريب والتأهيل لوظائف ثابتة مستقبلاً وأتمنى أن يتعامل الشباب والشركات معها على أنها وظائف موسمية من باب التوقيت ولكنها مجال خصب للتدريب ودافع فريد في صقل مواهب الشباب الى وظائف قادمة من خلال اكتسابه الخبرة والعمل والممارسة .
أتمنى من الشركات أن تكون على قدر عال من المسؤولية الاجتماعية ومن المشاركة الاقتصادية للدولة في نجاح هذا الموسم العظيم وأن تكون شريكاً حقيقياً في التنمية وخصوصاً في موسم الحج من خلال استقطابها للكفاءات وتوفير فرص العمل الموسمي على أن يكون في هذا الأمر تخطيط نحو تدريب الشباب وتأهيلهم لوظائف مستقبلية وأيضاً الاستفادة ممن ينجحون ويتميزون وتكريمهم وتنمية مواهبهم واستغلال مهاراتهم ومنحهم الثقة واعطائهم الدافعية للعمل وأن تكون هذه الشركات دافعاً وحافزاً للشباب على العمل وعلى الجد والاجتهاد فلو تم استثمار الطاقات لرأينا أعداداً مؤهلة من الشباب ينضمون الى العمل الدؤوب والى القطاع الخاص في وظائف لاحقة بعد الحج مما يسهم في القضاء على البطالة والى توفير الرزق للمئات من الشباب وأتمنى أن تحفز الشركات خصوصاً الكبرى منها الشباب بشهادات الخبرة والتدريب التي تعينهم على التوظيف وأيضا المكافآت المجزية بعد انتهاء موسم الحج .حتى يكون موسم الحج فرصة مميزة ليكون انموذجاً لتنمية الموارد البشرية خصوصاً وأن الجهات تتعامل مع مهن حرفية وميدانية وإشرافية هامة تصقل الموظف وتُهيئه الى تحقيق آماله وأمنياته المستقبلية وصولاً الى أهم أهداف التنمية ودعم الشباب الذين هم أهم لبنة في بناء المجتمع . للمزيد