رفع المشاركون في الملتقى العلمي الثامن عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة في ختام أعمالهم، شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله - على رعايته ودعمه للملتقى، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على حرصه ودعمه لكل ما يساهم في تطوير منظومة الحج والعمرة والمدينتين المقدستين، ولحكومتهما الرشيدة لما توليه من تسهيل للحجاج والمعتمرين والزوار، والدعم الوافر الذي تقدمه للأبحاث العلمية لا سيما الأبحاث المقدمة في ملتقى أبحاث الحج والعمرة والزيارة.
وثمّن الباحثون لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، ورئيس لجنة الإشراف العليا على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، ثقته ودعمه للمعهد، ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية، على تشريفه وافتتاحه للملتقى والمعرض المصاحب نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس لجنة الحج المركزية بالمدينة، على ثقته ودعمه المستمر للمعهد.
وأوصى المشاركون في الجلسة الختامية للملتقى بضرورة دراسة مقترح إنشاء مسارات لتقبيل الحجر الأسود أو إيجاد حلول أخرى أخذاً في الاعتبار جميع الجوانب الشرعية والهندسية والإدارية وغيرها، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، كما أوصى الملتقى بدراسة تظليل المطاف والساحات المحيطة، وزيادة عدد الرشاشات الرذاذية بالساحات، مع إنشاء أنظمة تحكم آلي لتجنب ارتفاع الرطوبة النسبية، وطالب الباحثون في الملتقى بإيقاف دفن مخلفات المجازر بوادي فج الحرمان وإعادة تأهيله، وإنشاء وحدات تبخير للتخلص من المخلفات السائلة الناتجة من المجازر خلال موسم الحج، والاستفادة من المخلفات الصلبة بتحويلها إلى قيمة اقتصادية مضافة.
وأكَّد الملتقى في الجلسة الختامية التي ترأسها معالي مدير جامعة أم القرى المشرف العام على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الدكتور عبدالله بن عمر باحسين بافيل، على أهمية استحداث إدارة خاصة بالتطوع في وزارة الحج والعمرة لتنظيم العمل التطوعي، وتحديث قواعد البيانات المتصلة بالمتطوعين سنوياً، ورصد الاحتياجات الخاصة بهم بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل وخارج الوزارة، مع إعداد البرامج الإرشادية والتدريبية لتنمية المهارات المختلفة لدى المتطوعين لتجويد وتطوير الخدمات التطوعية المقدمة في منظومتي الحج والعمرة.
وتضمَّن البيان الختامي للملتقى 23 توصية في مقدمتها، وضع منظومة متكاملة لمؤشرات أداء مرافق وخدمات الحج والعمرة يقوم بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بالتنسيق مع الجهات المختلفة تسهيلاً لمهمته في إنتاج هذه المؤشرات لدعم متخذي القرار وتحقيق رؤية 2030، والتوصية أيضاً بزيادة الاهتمام بالأوقاف في الحرمين الشريفين، وتفعيل العمل الخيري في مواسم الحج والعمرة تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وأشار البيان إلى أهمية استكشاف وتطوير المواقع السياحية والأثرية بالمملكة، خاصة الآثار الإسلامية بالمدينتين المقدستين، وتنظيم رحلات سياحية لها وفق معايير عالمية.
ودعا المشاركون في بيانهم الختامي، إلى تطوير نماذج لقياس وإدارة الأداء المتوازن في مؤسسات أرباب الطوائف، مع تطوير برامج حاسوبية لرصد الأداء وعرض نتائج القياس آنياً، والاعتماد على التطبيقات الإلكترونية في المعاملات الإدارية لتسريع معاملات الحجاج والمعتمرين والزوار، وتعزيز المسار الإلكتروني لوزارة الحج والعمرة والتوسع في تطبيقه، وإتاحة الفرصة لجميع الجهات التي تخدم ضيوف الرحمن ـ انطلاقاً من بلدانهم ـ للاستفادة منه وإضافة خياراتها واحتياجاتها لتحقيق الفائدة القصوى من المسار، إلى جانب استخدام تطبيقات تقنية النانو في مجالات التغذية وإدارة المخلفات والمنسوجات المستخدمة في صناعة ملابس الإحرام، وغيرها من الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
ووجهت التوصيات الختامية إلى تحديث المواصفات القياسية لملابس الإحرام لتكون صديقة للبيئة وتحافظ على صحة الحجاج والمعتمرين، والعمل على زيادة التوعية الصحية للحجاج من بلادهم، والتأكيد على توفر التقرير الصحي الإلكتروني للتاريخ المرضي للحاج، وتدريب رؤساء حملات الحج على التثقيف الصحي للحجاج، والاعتماد على زيادة التشجير في تحسين البيئة وخفض مستوى ملوثات الهواء داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والاستفادة من نوعيات الأشجار التي تساعد على تحقيق ذلك.
وفي محور التقنية أوصى الملتقى بالاستفادة من تقنية الاستشعار عن بعد في مكافحة ناقلات الأمراض بالتعرف على العوامل البيئية التي تتحكم في تكاثر هذه النواقل، وتطوير المواقع الإلكترونية الإسلامية التي تقدم محتوى عن الحج والعمرة والزيارة، وإجراء الصيانة التقنية لها بشكل دوري، والاهتمام بمادة المحتوى وطريقة عرضها وتحديثها، وتفعيل اللوحات الإرشادية الإلكترونية، واعتماد التعليمات الإرشادية التصويرية للحجاج في المشاعر المقدسة.
ونصَّ البيان الختامي في توصياته المتعلقة بالدراسات الهندسية، على ضرورة إعادة دراسة آلية عمل الجهات الرقابية على مباني إسكان الحجاج لمنع الازدواجية وتداخل التخصصات وتكرار المهام، إضافة إلى توحيد اتجاهات حركة المركبات في المناطق المزدحمة لتوفير خدمات مرورية أفضل، وتوفير نقاط للإركاب على حدود مناطق المشاة، وتقليل المسافات بين نقاط الخدمة والمواقع المختلفة داخل الأماكن المقدسة، ووضع استراتيجية شاملة لإدارة المخاطر للحد من وقوع الكوارث أثناء موسم الحج، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة لرصد ومراقبة سلوك الحشود لتجنب السلوك السلبي بينهم، واعتماد المبادئ العامة لتحقيق أمن وسلامة الحشود في التجمعات الكبرى.
وشدد المشاركون على أهمية الإعداد المبكر لحملة (لا حج بلا تصريح)، وإعطاء الوقت الكافي لعمل الترتيبات من توزيع القوات وعمل التجارب والفرضيات وتكثيف التوعية الأمنية بمختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وبيان ما يترتب على المخالف من عقوبات، مطالبين الجهات المنظمة للحج ووفود بعثات الحج من كافة الدول بعقد لقاءات دورية مكثفة للتعرف على سلوك الحجاج القادمين من تلك الدول، ومعرفة الظروف السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تمر بها مجتمعات تلك الدول، قبل قدوم أفرادها للحج حتى تتمكن الجهات من التعامل مع الحجاج بطرق وأساليب آمنة تضمن سلامتهم.
واختتم البيان توصياته بضرورة إطلاق حملات توعية مجتمعية بين الحجاج والمعتمرين للتعريف بخطر النفايات الطبية وطرق التعامل معها، مع تقديم برنامج خاص للتعامل مع النفايات الطبية في مساكن الحجاج والمعتمرين، إلى جانب تدريب الأسر المنتجة وتوعيتها بالطرق الصحيحة للحفاظ على سلامة وجودة الغذاء المقدم لضيوف الرحمن.
وعبّر المشاركون عن شكرهم لمعالي وزير التعليم عضو لجنة الإشراف على المعهد على مساندته وتشجيعه للجامعة، ومتابعته وتوجيهاته لتحقيق أهداف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، ولمعالي وزير الحج والعمرة عضو لجنة الإشراف على المعهد على مساندته وتشجيعه لتحقيق أهداف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة.
وكان الملتقى قد ناقش خلال ست جلسات علمية وجلسة للملصقات العلمية، ستة وأربعين بحثاً علمياً محكماً، بالإضافة إلى إحدى عشرة ورقة عمل، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين وخبراء الجامعات السعودية والجهات الحكومية والخاصة.