دراسة: نصف إنفاق الحجاج في مكة على الهدايا
اعتمدت دراسة تقدير واختبار الإنفاق الكلي للحجاج القادمين من الخارج لموسم حج 1435، التي قدمها لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عصام بن هاشم الجفري، والدكتور جمال بو خاتم على تحليل عينة تتكون من 2655 حاجا من مختلف الجنسيات، وتدرجت من تحليل الدخل الكلي ثم الإنفاق الكلي فمكونات الإنفاق الكلي ما بين سلع وخدمات، فتأثير العوامل النوعية أو الوصفية على الإنفاق الكلي للحاج. كما اشتملت عينة الدراسة على 25 متغيرا، وأهمها التي استخدمت في مستوى التعليم.
نتائج الدراسة
خرجت الدراسة بالعديد من النتائج العملية المهمة للمهتمين بقطاع الحجاج القادمين من الخارج ومن أبرزها:
تحليل إنفاق الحجاج
أوضح الدكتور عصام الجفري لـ"الوطن" أن موضوع الدراسة هو تحليل إنفاق الحجاج القادمين من الخارج لموسم حج 1435، ويشتمل هذا التحليل على تقدير الحجم الكلي لهذا الإنفاق، ثم تحليل الإنفاق الكلي إلى عناصره الأساس مثل الإنفاق على السفر من الخارج والتنقل في داخل المملكة بين المشاعر التي يريدها الحاج، والإنفاق على المسكن والغذاء والهدايا والملابس والأجهزة الكهربائية والاتصالات والمزارات واللوازم المنزلية والعلاج الطبي. فتحلل الدراسة الإنفاق الكلي للحاج وخصائصه الإحصائية والاقتصادية ومدى تجانس مستوياته داخل العينة ككل، وتقدير مدى دقة تقدير المتوسط العام لإنفاق الحاج ومن ثم اختبار مدى اختلاف المستوى المقدر اختلافا معنويا عن الصفر.
ثم تحلل الدراسة بعض محددات هذا الإنفاق، سواء أكانت تلك المحددات كمية مثل الدخل الشهري للحاج أو متغيرات كيفية مثل: مؤسسة الطوافة والتي تعكس الجنسية أو المنطقة الجغرافية، ونوع السكن، وعدد من ينفق عليهم الحاج في موسم الحج، وعدد الأيام التي يمكثها الحاج بمكة المكرمة وفي كل حالة تجرى التقسيمات المناسبة للحجاج إلى شرائح وفقا لكل متغير، ثم يتم تقدير مستوى الإنفاق المناظر لكل تقسيم من التقسيمات، حتى يمكن تقدير أثر المتغيرات المختلفة في تفسير مستوى الإنفاق الكلي للحاج.
الإنفاق الكلي
أكد الجفري أنه تم تقدير متوسط الإنفاق الكلي للحاج القادم من الخارج باستخدام مقدر [M-Estimators] فكان 20995) ريالا، ويلاحظ انخفاض متوسط الإنفاق الكلي للحجاج القادمين من الخارج في موسم حج عام 1435 عن متوسط الإنفاق الكلي للحجاج القادمين من الخارج لموسم حج عام 1434، والذي قدر بـ23888 ريالا تقريبا. وبلغ العدد الإجمالي للحجاج القادمين من الخارج عام 1434 نحو مليون و379 ألفا و531 حاجا، بينما بلغ عددهم عام 1435 نحو مليون و389 ألفا و53 حاجا، وهذه الزيادة في الانخفاض واكبت زيادة في عدد الحجاج.
قطاع السلع
قال الجفري إن الإنفاق على قطاع السلع يأتي في مرتبة أقل أهمية كثيرا من قطاع الخدمات، إذ بلغ متوسط المنفق على قطاع السلع 1.61% من إجمالي متوسط المنفق على السلع والخدمات بمكة المكرمة. ويلاحظ أن النسبة الكبرى من المنفق على قطاع السلع "51.5 %" كانت من نصيب الإنفاق على الطعام والشراب، وهذا أمر طبيعي لأنها سلع أساسية لا يستطيع الإنسان العيش بدونها.
وترجح الدراسة أنها أقل من المفترض إنفاقه، وذلك لوجود العديد من الجهات الخيرية والمحسنين الذين يتسابقون في فترة الحج لإكرام وفادة الحجيج وتوزيع الأطعمة والأشربة عليهم، خاصة بالمنطقة المركزية بجوار الحرم المكي الشريف، ثم يأتي بعدها في النسبة مباشرة الإنفاق على الهدايا الرمزية بنسبة 42%، ويقصد بالهدايا الرمزية الهدايا منخفضة الثمن جدا.
وتأتي في المرتبة الثالثة نسبة الإنفاق على الملابس بنحو 6.5% وهي هديا يحرص الحجاج على حملها لأقاربهم ومعارفهم.
والنتيجة أن الرابح الأكبر من إنفاق الحاج على السلع هم شركات تغذية الحجاج ونحوها، ثم محلات بيع الهدايا الرمزية فمحلات بيع الملابس.
أهداف الدراسة
صعود الإنفاق
أشار الباحث إلى أنه يلاحظ أن الاتجاه العام لمتوسط إنفاق الحجاج القادمين من الخارج هو الصعود ما عدا عامي 1430 و1435 "محل الدراسة"، موضحا أن هناك عوامل عدة تؤثر في متوسط الإنفاق. وأرجع سبب انخفاض الإنفاق عام 1430 إلى الأزمة المالية العالمية المعروفة، وكذا معدل التضخم بالمملكة وأثره على ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وأضاف "لمعرفة الخصائص الكمية للإنفاق الكلي لمفردات العينة، يتضح أن الحد الأدنى لإنفاق الحاج القادم من الخارج لموسم حج عام 1435 بلغ 8000 ريال، وهو أمر منطقي لا يتصور أن يكون الإنفاق الكلي أقل منها إذا أخذنا في الحسبان إنفاق الحاج على تذاكر السفر والسكن والأكل والشرب والهدي والتنقلات والهدايا وغيرها من مستلزمات أداء الفريضة، بينما كان الحد الأعلى لإنفاق الحاج هو 40000، وهو أقل إذا ما قورن بالحد الأعلى لإنفاق الحجاج عام 1434 والمقدر بـ 75000 ريال. وقال "نخرج بنتيجة تهم كافة الجهات الاقتصادية ذات العلاقة بموسم الحج وهي أن الحد الأعلى للقدرة الإنفاقية على كافة خدمات الحج لنسبة 75% من الحجاج القادمين من الخارج في موسم حج عام 1435 لا يتجاوز 27000 ريال.
أبرز المتغيرات
أضاف الجفري أن عينة الدراسة اشتملت على 3000 حاج في البداية، كما اشتملت على 25 متغيرا، موضحا أن أهم المتغيرات التي استخدمت في الدراسة تتمثل في مستوى التعليم (مقسم إلى: أمي وعام وجامعي فما فوق)، ومستوى الدخل الشهري مقاس بالريال، ومجال العمل (مقسم إلى موظف حكومي وقطاع خاص) ووسيلة القدوم إلى المملكة (برا أو بحرا أو جوا)، ودرجة السفر (مقسمة إلى أولى، ثانية، ثالثة)، ونوع السكن أثناء فترة الحج (نظام فندقي، نظام شقق)، وعدد التابعين، وجنسية الحاج، ومؤسسات الطوافة، ومن المتغيرات الكمية التي تمثل عناصر إنفاق الحاج: سعر تذكرة السفر وتكلفة التنقل الداخلي وإيجار السكن أثناء الحج والإنفاق على الطعام والشراب والإنفاق على السلع الكهربائية والهدايا والهدي والرسوم التي يدفعها الحاج مقابل التأشيرات والخدمات التي تقدم له في الحج، والأثاث المنزلي والعلاج الطبي والأدوية والملابس والاتصالات ومجموع الإنفاق على السفر من الخارج والتنقل الداخلي والهدي والرسوم والمزارات والسكن والسلع الكهربائية والطعام والهدايا والملابس والأثاث المنزلي والعلاج الطبي والأدوية والاتصالات.
متوسط الإنفاق
لفت الباحث إلى أن نسبة متوسط ما ينفق على عناصر الإنفاق من سلع وخدمات بمكة المكرمة، مضافا إليها تكلفة المواصلات من الخارج تمثل ما نسبته 33.92% من إجمالي متوسط إنفاق الحجاج القادمين من الخارج (20995) ريالا. واحتلت الخدمات النسبة الأعلى منها بنحو 98.39%. أما السلع فحققت نسبة 1.61%. وحرصت الدراسة على تقدير متوسط ما ينفق على السلع والخدمات بمكة المكرمة حيث بلغ 3353 ريالا تقريبا، أي بنسبة 15.96% من إجمالي متوسط إنفاق الحجاج.
المتغيرات النوعية
وعن أثر العوامل النوعية على الإنفاق الكلي للحجاج، أشارت الدراسة إلى أن هناك عوامل نوعية مثل درجة التعليم، ومجال العمل ونحوها تنعكس بشكل كبير في عنصر الدخل. وحصرت الدراسة المتغيرات النوعية في الآتي:
- مؤسسة الطوافة
- نوع السكن
- مدة الإقامة
- عدد الأفراد الذين يحجون على نفقتهم.
عناصر إنفاق الحاج
التوصيات
أوصت الدراسة بالاستمرار في مثل هذه الدراسات لتكوين مؤشر عام لإنفاق الحاج ومكوناته على مدى زمني يكفي لتكوين سلسلة زمنية تساعد على التخطيط للاستفادة من اقتصاديات الحج، كما توصي بتزويد الجهات ذات العلاقة بنسخة من الدراسة للاستفادة منها عمليا. للمزيد