قدّم الباحثون في الملتقى العلمي الثامن عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة في جلستهم الخامسة نموذجاً مبتكراً لربط خمس جهات ذات العلاقة بخدمة الحاج، وناقشت الجلسة التي عقدت حول محور "الدراسات الهندسية"، الطرق والأساليب العلمية والمبتكرة في إدارة الحشود والتجمعات البشرية الكبيرة من خلال أربع أوراق عمل طرحت للنقاش.
وخلص الباحث الدكتور فائز صالح جمال عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية إلى أهمية تطوير نموذج يتضمن خمسة مناظير مرتبطة ببعضها يشمل المُطَوِّف، الشركاء، الخدمات، المالية، والحاج؛ واعتمد النموذج 73 خبيراً وممارساً لأعمال مؤسسات الطوافة، شاركوا في سلسلة من ورش العمل المخصصة لمراجعة النموذج وفحص مكوناته واعتماده.
وأكد أن تطبيق النموذج يعد وسيلة لإدماج فكر وأساليب الإدارة الاستراتيجية في مؤسسات الطوافة، وأداة بسيطة لربط خططها واستراتيجياتها بالتنفيذ التشغيلي والعمليات، مما سينعكس تميزاً في أدائها.
وأفاد أن قياس وإدارة الأداء في مؤسسات الطوافة يشكل إسهاماً في مجال علم حديث النشأة بوصفه علماً لتنفيذ الاستراتيجية، وإثراء للأدبيات في مجال أدوات قياس وإدارة الأداء في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا تزال غير ناضجة.
وذكر أن البحث يهدف للإسهام في تطوير أداء مؤسسات الطوافة، وتحسين جودة ما تقدمه من خدمات للحجاج، عبر مدخل كلي يسهم في إدماج مفاهيم الإدارة الاستراتيجية في أعمال المؤسسات، من خلال تطوير نموذج متوازن ومتعدد الأبعاد لقياس وإدارة الأداء فيها.
وقال الباحث الدكتور محمد بن عبدالله إدريس من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة إنه على الرغم من اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة من القائمين على إدارة التجمعات البشرية الكبرى من خلال تواجد رجال الأمن والدفاع المدني والإسعاف وعمل التجهيزات اللازمة، إلا أنه قد يحدث ما يؤثر على الحشود، مستعرضاً أهم المبادئ التي ينبغي إتباعها لتحقيق أمن وسلامة الحشود في أماكن التجمع بالمناسبات الكبرى، وضرورة الاعتماد على مراجعة الدراسات السابقة والمعلومات الميدانية وذلك من خلال تعريف التجمعات الكبرى والتصميم العمراني والفراغات العمرانية لما لهما من علاقة وثيقة مع مواقع التجمعات الكبرى، وتقديم المبادئ العامة لتحقيق سلامة الحشود.
وطرح الباحث الدكتور وائل الحلبي من كلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى مقترحاً لتوفير مسارات للمركبات وأخرى للمشاة ومناطق لتحميل وتنزيل الركاب بشارع المسجد الحرام، حيث يُعد حي العزيزية الواقع جنوب مشعر منى أحد الأحياء المفضلة للسكن خلال فترة الحج، إضافة إلى بعض الأمور التنظيمية للاستفادة المثلى من الخدمات المتوفرة وتدعيمها ببعض الإضافات المناسبة وإيجاد آلية تنظيمية لتوفير بيئة مؤقتة آمنة للمشاة.
وأكدت دراسة أجراها الباحثون: عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور سامي ياسين برهمين، والباحثان بالمعهد: الدكتور أيمن محمد مصطفي، والدكتور أحمد محمد هلالي من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة حول تقييم مستوى جودة المرافق من وجهة نظر المعتمرين بموسم رمضان 1438هـ ، إلى رضا المعتمرين عن خدمة النظافة بالمسجد الحرام.
وأوضح التحليل المقارن للنتائج على أساس الجنس للمعتمرين اختلاف الإناث عن الذكور في عدم رضاهن عن ستة عناصر ممثلة في سهولة التحرك داخل المسجد الحرام- سهولة الوصول لدورات المياه- الخدمات في معابر القدوم - مستوى الضوضاء- سهولة الوصول للأدوار العليا، بينما لم يظهر التحليل المقارن للنتائج على أساس مستوى التعليم، وفئاتهم العمرية فروقاً جوهرية في النتائج.