زمن العمل بصمت ولى، وفي هذا الزمن الذي كثر فيه المشككون والمضللون يجب علينا أن نبرز جهودنا ونتكلم عن إنجازاتنا فما بالك إذا كانت هذه الجهود تختص بأشرف وأطهر بقعة على وجه الأرض. خدمة بيت الله الحرام مسؤولية كبيرة وشرف عظيم اختص به الله سبحانه تعالى أهل هذه البلاد، وبإذنه تعالى وتوفيقه يشهد الحرم المكي عصرا ذهبيا من ناحية التنظيم والترتيب وإدارة تفويج ضيوف الرحمن لأداء صلاتهم ونسكهم في هذا المكان الطاهر.
عملية معقدة ويصعب على أي شخص لم يزر المكان تخيل السيطرة على مساحة تتجاوز مليون متر مربع وتتسع لقرابة 3 ملايين زائر في نفس الوقت. لك أن تتخيل أيضا أن هذا المكان يستقبل الضيوف على مدار الساعة من خلال 210 أبواب وهي أبواب الحرم الشريف والتي خصصت لها إدارة مستقلة. مساحة ضخمة ليس من السهل التنقل فيها على الأقدام وخاصة لكبار لسن فنجد أن هناك 12 ألف عربة يدوية و300 عربة كهربائية يمكن استخدامها للطواف أو السعي. وهناك أيضا 20 عربة (جولف) كبيرة تساعد الكبار في السن على التنقل في ساحات الحرم الخارجية.
مع كل هذه المساحات الكبيرة وأعداد الزوار الهائلة نجد ولله الحمد مستوى النظافة في الحرم عاليا جدا وبرغم أن كمية النفايات تصل في أيام الذروة لأكثر من 150 طنا في اليوم الواحد ولكن عملية تنظيف وتطييب الحرم تتم خمس مرات يوميا دون كلل أو ملل فهناك أكثر من 3000 عامل يصلون الليل بالنهار لخدمة بيت الله الحرام. ولراحة المصلين نجد دورات المياه والمواضئ في كل مكان تقريبا وللصلاة يوجد 30 ألف سجادة لو وضعت بشكل متلاصق في صف واحد لوصلت المسافة بين مكة وجدة. وهذه السجادات تلقى عناية خاصة ولها مغسلة ضخمة لتنظيفها وصيانتها. وكذلك نجد ماء زمزم متوفرا في كل ممر داخل الحرم فهناك حوالي 7000 حافظة ماء يتم إعادة تعبئتها بشكل مستمر حيث يبلغ الاستهلاك اليومي لها قرابة 900 طن. للمزيد