استعداد تام لتنظيم دخول وخروج المعتمرين
عمر المطيري: جدة
تشهد مكة المكرمة جهودا كبيرة من قبل الدولة لم تتوقف على عمليات التنظيم والمحافظة على الامن وتقديم الرعاية الصحية وغيرها وتوفير الخدمات والإفطار، بل هناك جهات تقوم بجهود كبيرة ودراسات يستفاد منها في الوقت الراهن لمواجهة أي حالات طارئة او في المستقبل وفي مقدمة ذلك معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الذي لم تتوقف أعماله في كل من المدينة المنورة ومكة خلال مواسم العمرة والحج للقيام بعمليات الرصد والدراسات والأبحاث في العديد من المجالات ومنها دراسة ظاهرة الزحام في الحرم والساحات المحيطة به وكذلك في المنطقة المركزية ودراسة التلوث البيئي ودراسة المناخ ودراسة الحالات الصحية
ورغم ان الجميع يتطلع لدور القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة في المسجد الحرام التي تواجه الزحام بالتنظيم والحفاظ على الأمن ومواجهة عمليات النشل إضافة إلى مواجهة حالات الإغماء خاصة من كبار السن او من يعاني من أمراض خاصة خلال فترة الطواف في وقت يرتفع معدل الإقبال على مكة من المعتمرين يوما بعد يوم فقد حقق رجال قوات العمرة نجاحا في السيطرة على الزحام داخل الحرم خلال الخروج والدخول بعد انتهاء صلاة الجمعة الثانية من رمضان والتي شهد الحرم فيها إقبالا من المعتمرين الذين استغل الكثير منهم الشوارع المحيطة بالحرم لتأدية صلاة الجمعة. والتي عادة يشهد الحرم بعد صلاة الجمعة حركة خروج وحركة دخول مما يتطلب من رجال الأمن مواجهة الزحام على بوابات الحرم وعمل خطط كفيلة لمنع أي تدافع حيث تم تخصيص بوابات للدخول وبوابات للخروج مما سهل عملية انسياب الحركة في الدخول للحرم والخروج منه.
وفيما يتم الاستعداد للعشر الأواخر ولعيد الفطر لمواجهة الزحام من خلال تنفيذ الخطة الأمنية العامة لموسم رمضان وعيد الفطر المبارك في المسجد الحرام وساحاته والتي تم اعتمادها من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بمشاركة القوات الأمنية وفي مقدمتها القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة المعنية بتنفيذ مهامها ومسؤولياتها في إدارة وتنظيم حركة المشاة والحشود في الساحة للمسجد الحرام والطرق والممرات التي تمر من خلالها إلى المسجد الحرام بالإضافة الى تأمين سلامة الزوار والمعتمرين وتقديم كافة الخدمات الإنسانية لضيوف بيت الله الحرام.
إلى ذلك يتطلع الكثير من القادمين للعمرة خلال شهر رمضان أن يتم تطبيق المقترحات التي سبق وان تم طرحها وهي أن يمنع وقت الذروة الدخول إلى ساحات الطواف غير المحرم حيث يعتبر أغلب من يسبب الزحمة في الطواف هم من غير المعتمرين الذين تعودوا على الطواف والبعض يحمل القرآن معه خلال استمراره في الطواف مما تسبب في الزحام ومضايقة القادمين للعمرة.
إلى ذلك أكد الدكتور تركي حبيب رئيس قسم البحوث والدراسات البيئية بمعهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج والعمرة أن المشكلة التي تم تسجيلها هذا العام في رمضان، ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة ما نتج عنه حالات الإجهاد الحراري للمعتمرين خاصة كبار السن ما يسبب حالات سقوط وإغماء ناتج ذلك عن الإرهاق والحرارة والرطوبة، كاشفا ان المراصد التي يعمل عليها المعهد لمعرفة درجات الحرارة تم من خلالها يوم 7 رمضان تسجيل اعلى درجة حرارة حيث تجاوزت 47 درجة فيما باقي الأيام تتراوح في حدود 45 درجة والمعهد حاليا يصدر نشرة جوية من خلال استخدام سبعة مراصد له في مكة.
وحول التلوث البيئي أكد حبيب ان التلوث البيئي اقل من المعدل المتوقع خاصة في ساحات الحرم او الأنفاق.
ويعود ذلك لوجود المواقع مكشوفة محيطة بالحرم واستخدام رشاشات الرذاذ الملطفة للجو. إضافة إلى الضوابط المطبقة على الحافلات التي تنقل المعتمرين والتي لا يسمح لاي حافلة يمكن ان يصدر منها تلوث من العوادم خاصة إنها تستخدم انفاقا وتصل إلى ساحات الحرم.
ويذكر ان المعهد نظم اللقاء العلمي السنوي للباحثين لموسم حج هذا العام 1436هـ لإجراء 31 دراسة وبرنامجاً مستمراً بمشاركة 75 باحثاً ومساعدا، وقال عميد المعهد الدكتور عاطف أصغر: إنه في موسم حج هذا العام شارك نخبة من باحثي المعهد يقدمون خلاصة خبراتهم في الدراسات المتعلقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمنافذ الجوية، التي تغطي عدداً من المجالات مثل الاقتصاد، والتغذية، والتوعية والإرشاد، والنقل وإدارة الحشود، والجوانب البيئية والصحية، والمنظومة المعلوماتية والإحصائية، بالإضافة للبرامج التي يجريها المعهد في كل عام ليصبح عددها الاجمالي واحدا وثلاثين دراسة وبرنامجا.
وأكد أن المسؤوليات الملقاة على عاتق معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، والثقة التي توليها حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – لهذا المعهد، تتطلب منا بذل المزيد من الجهد والوقت والموارد.
وناقش الباحثون نماذج من الدراسات التي قدمها المعهد التي شملت دراسة «معدل النفايات الصلبة وتصنيفها بإسكان الزوار بالمدينة المنورة» التي قدمها الدكتور عبدالله السباعي، ودراسة «تنظيم حركة المشاة على الطرق المؤدية إلى جبل الرحمة» التي قدمها الباحث الدكتور محمد إدريس، ودراسة «تطوير منظومة معلوماتية متكاملة لدعم متخذي القرار في مجال الحج والعمرة» التي قدمت من الباحث الدكتور محمد نجوم، بالإضافة إلى دراسة «خصائص زوار المدينة المنورة لموسمي رمضان والحج 1436هـ» والمقدمة من الدكتور أحمد قاضي.
وبين أن هذا اللقاء الذي تنظمه الجامعة ممثلة في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة يعد مناسبة علمية سنوية يلتقي فيها المختصون في مجال الحج والعمرة لعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات، وتبادل وجهات النظر، والإفادة من أحدث التقنيات العالمية، للرقي بخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.
وتمنى معاليه أن تخرج دراسات المعهد لهذا العام بتوصيات وأطروحات تخدم أعمال الحج والعمرة والزيارة وفق تطلعات ورؤى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على أن يكون الحج وخدماته صورة نموذجية وعملا متفردا يعكس التطور التنموي والبشري الذي تقدمه المملكة من أجل خدمة المسلمين القادمين من أنحاء الأرض لأداء فريضة الحج والعمرة. للمزيد
الحر الشديد سمة رمضان هذا العام
الإرهاق أصاب المسنين بسبب درجات الحرارة