الجميع يشاهد ما تعمله الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين في أوقات الصلوات في الحرم المكي الشريف، وما تقوم به من جهد لا يعلمه إلاَّ رب العباد، من تنظيم لدخول الناس وخروجهم، والبُعد عن الازدحام البشري، وأيضاً الخدمات الأخرى لمساعدة المسنين من حُسن وبشاشة الاستقبال، والرغبة في الأجر من الله قبل نظرة شكر من الناس، كما أنَّه يكاد يكون جل الجهد وأكثر الطاقة تنصب على الحرم المكي في شهر رمضان، وشهر ذي الحجة، فلا تجد موظفاً من رئاسة الحرمين إلاَّ وهو في الميدان يعمل، ويتابع ويرشد ويوجّه المعتمر والحاج.
ولكن ما لا يطبّق على الرئاسة في حسن التنظيم تجده حاضراً في المسجد النبوي الشريف -على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم- حيث تجد الأبواب ومداخلها تكتظ بالزحام الشديد، وبداخل الحرم المدني مساحات فارغة، وأيضاً تجد أن الممرَّات لم تحدد فيها أماكن المشي الخاصة، وأماكن جلوس الناس أو صلاتهم، فتجد أن الناس هناك خليط بين جالس ومصلٍّ ومتحرك بكل الاتِّجاهات، ويلاحظ ذلك أكثر في شهر رمضان وعيد الفطر، أو شهر ذي الحجة، وتصبح الساحات بدون تنظيم محدد مسبقاً، وتترك الأبواب المؤدِّية إلى الساحات بدون ترتيب الدخول أو الخروج، وما يترتب عنها من تدافع. ولا أنسى أن الزيارة للقبر الشريف تجد فيها كل المشقة والعناء من ازدحام، وطريقة حشد الناس أمام البوابة، وليس بمستغرب أن تجد السرقات عند هذا الباب من ضعاف النفوس، فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
هنا أتمنى من الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الاهتمام أكثر بتنظيم دخول الناس وخروجهم من المسجد النبوي، وإيجاد الحلول خاصة ترتيب وضع المعتكفين في رمضان، وتنظيم الزيارة على قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. للمزيد