شدد المشاركون في ختام أعمال الملتقى السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى, وذلك يومي 17-18 /8/ 1437هـ, على أهمية الاستفادة من تجارب الجهات المعنية بشؤون الحج والعمرة، وتوظيف التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المختلفة لتوعية وتثقيف الحجاج والمعتمرين في بلدانهم، وإبراز الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية، وسعيها الدائم لتوفير كافة الإمكانات لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، وتسخيرها لكل الطاقات البشرية والتقنية والآلية.
وكان المشاركون في الملتقى قد ناقشوا في جلستهم العلمية الرابعة التي عقدت عن "التوعية والإعلام" برئاسة وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز سروجي، والتي استهلت بورقة العمل المقدمة من الدكتورة سمية بنت عزت شرف آل شرف من كلية التربية عن "فاعلية برنامج إرشادي لتنمية التواصل الاجتماعي لدى عينة من المطوفات بمدينة مكة المكرمة" حيث تطرقت الباحثة إلى أهمية تأهيل وتنمية المهارات المرتبطة بدور المرأة السعودية في مهنة الطوافة وفقاً للضوابط الشرعية، وهدفت دراستها إلى الكشف عن فاعلية برنامج إرشادي جماعي للمطوفات يستند في مجمله إلى تدريبهن على التواصل الاجتماعي السليم مع الحجاج والمعتمرين، وأظهرت نتائج الدراسة الفاعلية الإيجابية للبرنامج الإرشادي المطبق على المجموعة التجريبية من المطوفات، والتي تأتي مؤيدة لضرورة تدريب الكوادر البشرية التي تعمل في خدمة ضيوف الرحمن بما يتناسب مع حاجة العمل، مع تمكين وتأهيل القائمات بتقديم الخدمة في المؤسسات من المشاركة في الخدمات التوعوية والاجتماعية الخاصة بالإرشادات والمناسك.
فيما تطرقت الدكتورة عزه جلال حسين خلال ورقة العمل الثانية عن (دور مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الصورة الذهنية لدي الشباب الجامعي تجاه المؤسسات المعنية بالحج)، وهدفت من خلالها إلى كيفية تعريف الشباب الجامعي بالمؤسسات المعنية بالحج والخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات، ومدى تأثر تنوع الخدمات المقدمة من المؤسسات المعنية بالحج، كذلك تضمنت مقترحات لتحسين صفحات المؤسسات المعنية بالحج على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقدم العقيد عبدالله بن سعيد القحطاني مدير إدارة البحوث بالمديرية العامة للدفاع المدني ورقة عمل عن (الجهود الإعلامية لجهاز الدفاع المدني، وإسهامه في تعزيز الوعي الوقائي) هدف من خلالها إلى معرفة المصادر والوسائل التوعوية التي تسهم في تعزيز الوعي الوقائي لضيوف الرحمن، ومدى إسهام تلك الوسائل والمصادر في تعزيز الوعي الوقائي لديهم، والتعرف على أفضل الوسائل التوعوية من وجهة نظر المبحوثين، كذلك الاطلاع على الجهود الإعلامية والتوعوية التي يقدمها جهاز الدفاع المدني، إضافة إلى التعرف على بعض الفروق الإحصائية للمبحوثين، وإجراء دراسة على مجموعة من ضيوف الرحمن الناطقين بعدت لغات، وبينت الدراسة أن الغالبية من تلك العينة يفضلون التوعية ببلدانهم (قبل القدوم)، وأن مستوى التوعية الوقائية التي تنفذها المديرية العامة للدفاع المدني "جيدة"، ورأت تلك العينة أهمية تكامل وسائل الإعلام، وقد أوصت الدراسة بضرورة إعداد خطة استراتيجية توعوية موجهة للحجاج ببلدانهم، إلى جانب التوازن في استخدام جميع وسائل الإعلام، وإنشاء لوحات عرض إلكترونية مناسبة الحجم للتوعية الوقائية في عدد من المواقع، كالساحات المحيطة بالمسجد الحرام، وواجهات المباني والأبراج السكنية، ومنطقة الجمرات والساحات المحيطة بها، ووضع خطة توعوية نموذجية يتم تطبيقها على وسائل النقل الجوية والبحرية، والاستفادة من الموقع الإلكتروني لوزارة الحج في مجال التوعية الوقائية، وكذلك الاستفادة من خبرة المديرية العامة للدفاع المدني في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية، وترسيخ مبدأ الأمن والسلامة مسؤولية الجميع؛ إضافة إلى العمل على إنتاج فلم إرشادي توعوي بعدة لغات، تشارك فيه كل الجهات المعنية.
وقدم الدكتور إسلام حرز الله من مدينة الملك عبدالله الطبية ورقة عمل عن (وعي الحجاج عن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خلال موسم الحج عام 1436هـ - 2015 م)، وهدفت الدراسة إلى تقييم وعي الحجاج عن الإصابة بفيروس كورونا، وتحديد الجوانب الأساسية لوضع الخطط التثقيفية للحجاج بالمستقبل، خلصت الدراسة إلى بيان مدى أهمية الحاجة إلى تثقيف الحجاج عن هذا الفيروس، وأن الافتقار في المعلومات الصحيحة عن المرض لدى الحجاج وقلة الوعي به يؤدي إلى ضرورة الحاجة للبرامج التوعية الفعالة للحجاج، وتحسين الطرق التعليمية حول فيروس كورونا، بالإضافة إلى غيرها من المشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بموسم بالحج.
واختتمت الجلسة بورقة عمل للدكتورة ثريا بنت عبدالجليل العبسي حول (تطوير مفسر طبي إلكتروني خلال موسم الحج)، تحدثت فيها الباحثة عن تصميم باحثتين لتطبيق إلكتروني للتواصل الطبي، يحتوي على صور للأعراض والأمراض الأكثر شيوعاً؛ لتسهيل عملية التواصل بين الحجاج المرضى والطاقم الطبي إضافة إلى تزويده بأصوات للغات الأكثر شيوعاً بين الحجاج، مضيفه أن التطبيق ركز على تسهيل التواصل بين الأطباء والممرضين باستخدام دليل الصور، وتوفير برنامج تطبيقات الهاتف المتحرك البصرية المدعمة بالأصوات لتسهيل وتسريع التواصل وتقييمه باستخدام الروبرك لعينة (50) من الأطباء والممرضين الذين يعملون في غرف الطوارئ (ER)، بمستشفيات مكة المكرمة والمدينة المنورة، مؤكدة أن نتائج تلك التطبيقات أظهرت فعاليتها وإمكانية استخدامها للتواصل مع الحجاج غير الناطقين بالعربية أو الإنجليزية بسهولة، وتساعد على رفع جودة الرعاية الطبية المقدمة للحجاج والزوار، وأوصت الدراسة إلى تفعيل التطبيق وتعميمه على جميع مستشفيات المملكة للاستفادة من مضامينه.
وفي الجلسة الخامسة التي عقدت برئاسة المشرف على إدارة التخطيط الاستراتيجي بجامعة الملك عبدالعزيز, الدكتور إبراهيم بن عبدالمحسن البديوي حول (التقنيات وتطبيقاتها)، والتي بدأت بورقة عمل للدكتور عدنان بن عبدالعزيز قطب من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بعنوان (الاستفادة من التمثيل المرئي للبيانات) تناول فيها مفاهيم التعامل مع البيانات الضخمة في خدمات الحج والعمرة، والاستفادة من تطويرها عبر تقنية التمثيل المرئي للبيانات، معرجاً على بعض الأمثلة للتجارب العالمية في هذا الشأن.
بعد ذلك قدم الدكتور محمد طلعت خوج من كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز، ورقة بعنوان (نظام دعم القرار للمراكز الصحية في إدارة الكوارث في العاصمة المقدسة) ركز فيها على جهود المملكة العربية السعودية في الاهتمام بسلامة الحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة كل عام وسعيها الدائم لتوفير كافة الامكانات الصحية اللازمة وتسخيرها بالطرق النظامية لضمان صحة ضيوف الرحمن، وعودتهم إلى أوطانهم سالمين بإذن الله.
ثم قدم يوسف جمال سمكري من هيئة الهلال الأحمر السعودي ورقته العلمية بعنوان (توظيف التقنيات الحديثة على إدارة الموارد الإسعافية بالهلال الأحمر)، وهدفت الدراسة لكشف أثر توظيف بعض التقنيات الحديثة على إدارة الموارد الإسعافية، والتعرف على النظم المعلوماتية التي تساهم في تسريع وتسهيل الاستجابة الطارئة لمقدمي الخدمة الطبية الإسعافية، للاستفادة من برنامج تحديد موقع المتصل وتقنيات مركز الاتصالات (Call Canter)، موضحاً أن الدراسة استهدفت العاملين على توظيف تلك التقنيات بغرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر وبعض موظفي تقنية المعلومات، وأوصى الباحث بضرورة وضع منهجية واضحة لتشغيل تلك البرمجيات وفق برامج تأهيلية تُفعّل الاستفادة القصوى منها، مع تفعيل مؤشر الأداء الحقيقي لقياس فعالية المنتج وتوظيفه.
بعد ذلك قدم الدكتور محمد صديق ياسين من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، دراسة حول (تنظيم الدخول إلى باب السلام بالمسجد النبوي خلال أوقات الذروة باستخدام المحاكاة)، أوضح من خلالها أن مجال محاكاة الحشود يعتبر من الأدوات التقنية الأساسية التي تساعد على تطوير وفهم المخاطر التي تتعرض لها الحشود، ودراسة وسائل السلامة في تنظيم الوصول إلى باب السلام بالمسجد النبوي الشريف في أوقات الذروة، مشيراً إلى أن استخدام المحاكاة الحاسوبية تعد أداة بحثية هامة في فهم تعقيدات ديناميكيات الحشود ومواجهة مشكلة محاكاة سلوكهم، وركزت الدراسة البحثية على مشكلة محاكاة ديناميكيات الحشود الكبيرة ذات الكثافة العالية في منطقة باب السلام، حيث تكون المسافات البينية صغيرة مما يعيق حرية الفرد في الحركة، من خلال عرض ثلاثة نماذج محاكاة مختلفة، لتفاعل مجموعات متزامنة من الأفراد في بيئة منمذجة لمنطقة باب السلام، وتجميع نتائج المحاكاة لكل سيناريو، ليعكس سلوك كل نموذج، وتقييم تأثيره في تحسين عملية الوصول إلى باب السلام.
وفي الجلسة السادسة والختامية للملتقى، والتي عقدت برئاسة معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، حول (الإنجازات في تطوير الخدمات والمرافق)، حيث استهلها المهندس عصام بن عبدالعزيز تونسي من الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج بورقة العمل التي قدمها عن (تكاملية القطاعات لتنظيم خدمة نقل الحجاج لأداء الصلوات)، تحدث فيها عن تجربة الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج في تحسين أداء خدمات النقل العام من وإلى المسجد الحرام خلال موسم حج عام 1436هـ، مستعرضاً آليات التكامل التنفيذي لمهام ومسؤوليات الجهات المشاركة، ومشغلي الخدمة لتحقيق الهدف، كما قدم شرحاً لعناصر التنظيم التشغيلي، وخريطة توزيع مسارات النقل العام الجغرافية، ومعيار تنظيم الرحلات.
ثم تحدث وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور علي بن سليمان العبيد عن وسـائـل الاتـصـال بـالـزائـريـن والمـصـلـيـن بـالمـسـجـد الـنـبـوي، أبرز من خلالها وسائل الاتصال التي تنفذها وتشرف عليها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في وكالة الرئاسة بالمدينة المنورة، وتقديم موجز عن فضل المدينة المنورة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعناية الكاملة بزائريه ومصليه.
بدوره قدم المهندس حسن علي الوتيشي من مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، عن توأمة مستشفيات المشاعر المقدسة مع مستشفيات العاصمة المقدسة ومدينة الملك عبد الله الطبية، ركز فيها على جهود أبحاث الحج الهندسية التي يجب أن تركز على منظومتين لتحسين الخدمات وتوازن جهود العنصر البشري المقدم للخدمة، وتطرق لفكرة التوأمة من خلال أعمال الصيانة، وإدارة الهندسة الطبية الحيوية والإمداد، بحيث تتم توأمة أعمال الصيانة من خلال الإسناد الدائم لعقود الصيانة لمستشفيات المشاعر إلى إدارة المستشفى المساند له بالعاصمة المقدسة والقيام بإعداد خطط العمل الخاصة بالمستشفى المقصود في المشاعر المقدسة، والإشراف على تنفيذها حسب جدول زمني محدد.
ثم استعرض الدكتور محمد أحمد قاسم من إدارة المختبرات وأبحاث البيئة بأمانة المدينة المنورة الورقة العلمية التي قدمها بعنوان (الرقابة على جودة المواد الغذائية المنتجة من مطابخ الإعاشة في المدينة المنورة خلال موسمي الحج والعمرة) مدى تطبيق الاشتراطات الصحية، وجودة الغذاء الذي تقدمه تلك المطابخ لضيوف الرحمن خلال موسمي العمرة والحج، واشتملت الدراسة تقييماً للاشتراطات الصحية في العديد من مطابخ الإعاشة الموجودة بالمدينة المنورة خلال الثلاث سنوات الاخيرة، وذلك ضمن الجولات الدورية التي تقوم بها إدارة المختبرات وأبحاث البيئة بأمانة منطقة المدينة المنورة، وجمع العينات الغذائية من المنشآت التي تم تقييمها وتحليلها بكتريولوجيًا وكيميائيًا ، بهدف معرفة مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
واختتمت الجلسة بورقة عمل للدكتور ناصر الزهراني، من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد الحرام ، عن (التحديات المعاصرة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دراسة ميدانية خلال حج عام 1436هـ)، تطرق فيها إلى رسالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبارها إحدى وسائل رسالة الهدى بالمسجد الحرام التي يشارك كل المهتمين بشؤون الحرمين الشريفين في تحقيق الرسالة تسهيلاً ونفعاً للقاصدين، وتوصلت إلى نشر لوحات إرشادية في بعض المواقع داخل المسجد الحرام لتوعية وتثقيف قاصديه، واستدامة عمل المحتسب بالنصح والإرشاد طيلة فترة دوامه.