يُعد معهد خادم الحرمين الشَّريفين لأبحاث الحجِّ والعمرة في جامعة أمِّ القرى بنكًا للمعلومات عن الحجِّ والعمرة، ومرجعًا علميًّا شاملاً لمختلف أنواع الإحصائيَّات والمعلومات، ونماذج المحاكاة لمختلف عمليَّات الحج؛ مما يساعد على التَّخطيط، وبناء سجلٍ تاريخي متكامل مدعَّم بالدِّراسات والوثائق والصُّور والأفلام والخرائط، والمخطوطات التَّاريخيَّة للحج، ومكة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة.
وتتفرَّد جامعة أمِّ القرى بالمخرجات البحثيَّة لمعهد خادم الحرمين الشَّريفين لأبحاث الحج والعمرة؛ من حيث نوعيَّة الدِّراسات والأبحاث المتعلِّقة بـ: إدارة الحشود، وجودة الخدمات، والرَّقمنة، والجوانب البيئيَّة والصِّحيَّة، والأبعاد التَّشغيليَّة التي تتطلَّب دراسات ميدانيَّة، وما يرتبط بالحجّ والعمرة والزِّيارة من أمور: تخطيطيَّة، أو بيئيَّة، أو إنسانيَّة، أو مجتمعية.
وبالرَّغم من صعوبة إجراء أبحاث الحجّ والعمرة لارتباطها بأيام معدودة من العام الأمر الذي يتطلَّب بذل الجهد في جمع البيانات والمعلومات، وإجراء الدِّراسات الميدانيَّة، فضلًا عن تعدُّد الثَّقافات واللغات للعيِّنات والشَّرائح محل البحث، إلا أنَّ المعهد يتكاتف مع الجهات بجامعة أمِّ القرى للتَّغلُّب على التَّحدِّيات بالتَّخطيط والتَّعاون مع الجهات المعنيَّة والاستفادة من الخبرات المتراكمة لإجراء هذه النَّوعية من الدِّراسات، وتخصيص الفرق العلميَّة، وأفضل الباحثين من المتخصِّصين في المعهد وكليَّات الجامعة ذات الارتباط بطبيعة الدِّراسات البحثيَّة المتنوِّعة.
وقد أطلق المعهد: "منصة وفادة"، بالشَّراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرَّحمن؛ كمنصَّة إلكترونيَّة تقدّم من خلالها البرامج التَّدريبيَّة؛ لتطوير مهارات العاملين في خدمة ضيوف الرَّحمن، والقيام بقياس رضا الحجاج والمعتمرين عن الخدمات المقدَّمة لهم؛ بالتَّعاون مع الجهات الحكوميَّة بمنطقة مكَّة المكرَّمة وخارجها.
وأشار رئيس جامعة أمِّ القُرى أ. د. معدي بن محمد آل مذهب إلى أنَّ المعهد يعكف على تطوير منظومة بحثيَّة متكاملة ومستدامة للحجّ والعمرة والزِّيارة تحقيقًا للمقاصد الشَّرعيَّة، ضمن رسالته المتمثّلة في تقديم دراسات وبرامج بحثيَّة واستشاريَّة وتدريبيَّة مع تزايد أعداد الوافدين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة والزِّيارة، ويواصل السَّعي إلى التَّحسين والتَّطوير والتَّجويد في الدِّراسات البحثيَّة المقدَّمة؛ وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرَّشيدة في تحسين المخرجات والخدمات المقدَّمة لضيوف الرَّحمن؛ حيث أخذت جامعة أمِّ القُرى على عاتقها بذل أقصى الجهود، وتوظيف أعلى القدرات، والكفاءات العلميَّة والبحثيَّة من أجل دراسة قضايا الحج والعمرة، وما يتعلق بهما، من خلال البحث والتَّقصي وجمع البيانات والمعلومات عن مختلف جوانب ومراحل رحلة ضيوف الرَّحمن، وإقامة ملتقى سنويّ لبحث موضوع محدَّد من عدة أبعاد وبمساهمة المتخصِّصين والجهات ذات العلاقة، ومن ثَمّ تقديم المقترحات والحلول، ومشاركتها مع الجهات المعنيَّة إسهامًا في خدمة قاصدي البقاع الطاهرة، وتحقيقًا لاهتمام وحرص ومتابعة القيادة الرَّشيدة _حفظها الله- بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.