إن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح، ومن أعظم هذه المواسم وأجلها أيام عشر ذي الحجة.
فأعمار هذه الأمة هي أقصر أعمارا من الأمم السابقة، قال صلى الله عليه وسلم : "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين".
فبادر- أخي المسلم - إلى اغتنام الساعات، والمحافظة على الأوقات فإنه ليس لما بقي من عمر! ثمن، وتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أن الحرص على العمل الصالح في هذه الأيام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير.
في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة، نذكرُ منها ما يلي:
(1) أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم؛ فقال عز وجل: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر: الآيتان 1 -2). ولا شك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها.
(2) أن الله تعالى سماها في كتابه "الأيام المعلومات"، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}، وقد جاء في بعض التفاسير أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة.
(3) الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها؛ فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد" (رواه أحمد).
(4) (يوم التروية)، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج.
(5) (يوم عرفة)، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام، وله فضائل عظيمة، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المُباهاة، فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟" (رواه مسلم).
(6) (ليلة جَمع)، وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة.
(7) فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام.
(8) (يوم النحر)؛ وهو يوم العاشر من ذي الحجة، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا، كما روي عن عبدالله بن قُرْط، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر، ثم يوم القَرِّ" (رواه أبو داود).
(9) أن الله تعالى جعلها ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج، وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين.
بعض العبادات والطاعات المشروعة في الأيام العشر:
- الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك وتعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} ( سورة الحج - الآية 28).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التكبير، والتهليل، والتحميد، كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها.
- الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى، والصدقات وإطعام الطعام.
- التوبة والإنابة إلى الله تعالى؛ إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى، وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام.
- أفضل الذكر في هذه الأيام (لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير).
مواقع وشبكات ممكن الاستفادة منها في هذا المجال:
www.binbaz.org.sa/mat/13743 موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز.
www.saaid.net صيد الفوائد.
www.dorar.net الدرر السنية.
www.shamela.ws المكتبة الشاملة.
اللهم وفقنا إلى عمل الطاعات والفوز بالجنات، اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.