ناقش المشاركون في ختام أعمال الملتقى السابع عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، عدداً من أوراق العمل في جلستهم الثامنة التي رأسها معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، وطرح خلالها كل من الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني، والدكتور إبراهيم بن علي الخالدي، والدكتور خالد بن سعد القحطاني، من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، ورقة عمل بعنوان "دور فهم محتوى مواقع التواصل الاجتماعي في تحسين الأداء خلال موسم الحج: دراسة حالة تويتر لموسم حج 1436هـ" دعوا فيها إلى أهمية تقييم انطباعات الحجاج والعاملين في موسم الحج بالاعتماد على محتوى بيانات وسائل التواصل الاجتماعي ومنها تويتر على سبيل المثال، مشيرين إلى أنه يعد مورداً خصباً لإجراء كثير من الدراسات التحليلية عن ظواهر متعددة ومختلفة.
وأفادوا بأنهم استندوا على المحورين المكاني والزماني في تصنيف البيانات ومحتواها، وإعداد قاموس للتعامل مع محتوى التغريدات وتحديد طبيعة الانطباعات التي تعبر عنها.
من جهته أكد الباحث محمد بن بلال الزهراني، من منسوبي الأمن العام لدى مشاركته بورقة عمل عنوانها "جهود المملكة في إدارة الحشود بموسم الحج" أنه توصل لنموذج يجسد تجربة المملكة في إدارة الحشود، يؤطّر خبرتها في هذا الجانب بمنهجية علمية، لافتاً إلى ما حققته من نجاح منقطع النظير، وأبعاد التجربة السعودية، وتكامل مهام أجهزتها الحكومية والخدمية في عمل واحد وبرؤية استراتيجية واحدة تهدف لتأمين أقصى درجات الأمن والسلامة في موسم الحج، كشعيرة دينية كبرى.
وبين أن إدارة الحشود علم وفن يجمع بين نظريات ومبادئ علم الحركة والنقل، ومهارات مخططي ومشغلي إدارة الحشود، ويشهد تطورًا مستمرًا، حيث بدأ الاهتمام بتقديم برامج تدريبية واستشارات فنية وإدارية في هذا المجال، وظهرت المؤلفات في مجال الحشود ببعدين رئيسين أولهما النظريات والآخر التجارب والخبرات.
واستعرضت الدكتورة هنادي محمد بحيري، من عمادة البحث العلمي بجامعة أم القرى خلال ورقة عمل بعنوان "التقييم الذاتي لمؤسسات الطوافة وفقاً لمعايير التميز الأوربي EFQM" تجربة مؤسسات الطوافة في التعامل مع الحجاج، لافتة إلى أهمية استخدام المعايير الأوروبية في تقييم الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات إبان موسم الحج من أجل الرفع من كفاءتها بما يتوافق مع معايير الجودة العالمية باستخدام منهجية RADAR لتصبح ملتزمة بأعلى معايير الجودة المتميزة.
وأفادت بأن معايير التميز الأوربي EFQM ظهرت عام 2010 وتركز على ضرورة إعداد دراسة تقييمية ذاتية للمؤسسة باستخدام تسعة معايير تنقسم إلى مجموعتين أولاهما (معايير الوسائل) المكونة من القيادة،الإستراتيجيات، العاملون، الشراكات والموارد، والعمليات، والثانية (معايير النتائج) المكونة من نتائج المتعاملين، نتائج العاملين، نتائج المجتمع، ونتائج الأعمال الرئيسة.
ونبه الباحث مروان يوسف كعكي من إدارة الخدمات الاجتماعية بالهيئة الملكية في ينبع خلال مشاركته بورقة عمل تحت عنوان "العمل التطوعي وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار" إلى أن عدم وضوح المطلوب من المتطوع وكيفية عمله ومدى تقديره لعمله، وما يواجهه من ضغوط المؤسسات الخيرية المختلفة أدى إلى حدوث فجوة بين رغبته وقيامه بالعمل التطوعي، مفيداً أن هذه الفجوة أدت لتناقص المتطوعين.
وأوضح أن وجود مراكز متخصصة تعتني بالمتطوعين وتوجيه طاقاتهم أمر مهمٌّ، خاصة وأن التطوع يعد أحد دعائم اكتمال العمل الحكومي، مبيناً أن تجاهل المتطوع وتركه في حيرة عما يريد أن يقدم يضعف الرغبة لديه من تكرار التجربة.
وألمح إلى أن عظمة العمل التطوعي تزداد عندما يوجه لخدمة وفاد بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزائري المسجد النبوي ويعتبر أيضًا من القيم الوطنية وسلوكاً حضارياً يقوم به المتطوع تجاه وطنه.
من جانبه تناول الباحث الدكتور هاشم بن حمزة نور من مكتب العمل التطوعي للحج والعمرة والزيارة بالمدينة المنورة خلال مشاركته بورقة عمل عنوانها "تجربة مكتب العمل التطوعي للحج والعمرة والزيارة بمنطقة المدينة المنورة في تنسيق وتنظيم العمل التطوعي بالمدينة المنورة"، تجربة المكتب ودوره في تنسيق الجهود التطوعية المبذولة، والإسهام في توعية وتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات العمل التطوعي في الحج والعمرة والزيارة، مشيراً إلى أن المكتب يسعى إلى تشجيع البحث العلمي لقياس وتقويم وتطوير الخدمات التطوعية، وتنظيم المبادرات التطوعية، واستقطاب وتوجيه المتطوعين للجهات المستفيدة والخدمات التطوعية، ورسم سياسة العمل التطوعي للحج والعمرة والزيارة، وإعداد الإستراتيجية الخاصة به، وتدريب وتأهيل المتطوعين من خلال المراكز والمؤسسات المتخصصة، ودعم الجهات الحكومية والخاصة والخيرية بالمتطوعين المؤهلين، وكذلك تأمين الموارد المالية والمادية للبرامج والأنشطة التطوعية في الحج والعمرة والزيارة من خلال التسويق لها.