لقد قفز التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية قفزات عدة، تطور فيها من التعليم التقليدي الذي يهدف إلى نقل المعلومة فحسب إلى تعليم يسعى إلى بناء فرد في المجتمع تتكامل في شخصيته جوانب عدة، مما يجعله قادراً على الانخراط في سوق العمل بقدرة وكفاءة ليتمكن من خدمة بلده والارتقاء بمستوى الإنتاج.

وفي إطار ذلك التطور، زاد الاهتمام بالجودة كعلم ذو أسس، وتم التركيز على مفاهيم وممارسات من شأنها أن تجعل العملية التعليمية أكثر دقة وفاعلية، وتضفي على تقييمها إطاراً موضوعياً يركز على مدى تحقق مخرجات التعلم المستهدفة بمجالاتها المختلفة. وطالت عمليات ضمان الجودة جميع الجوانب ذات العلاقة، وظهرت مفاهيم جديدة على الساحة وخرجت من إطار التنظير إلى التطبيق، وظهر حراك مهني كبير أدى إلى النقلة النوعية الملحوظة في التعليم العالي ومخرجاته. وأصبح الاعتماد الأكاديمي شهادة جودة نوعية تسعى المؤسسات والبرامج الأكاديمية للحصول عليها لتوثق وصولها إلى المستوى المطلوب.

وكان تأسيس جامعة أم القرى لعمادة التطوير الجامعي والجودة النوعية تحت مظلة وكالة الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع تمشياً مع هذا الحراك الوطني. وأحد أهم اهتمامات العمادة هو السعي لتطبيق الممارسات الحسنة في جميع جهات الجامعة الأكاديمية والخدمية لكي تكون الجامعة على مستوى مقبول من الجودة يضعها في مصاف الجامعات العالمية ويضفي قوة على مخرجاتها. ووكالة العمادة للجودة بشطر الطالبات أحد الجهات المنوطة بهذه المسؤولية وهي تشارك بفعالية في جميع الخدمات والأنشطة التي من شأنها تحقيق الهدف المنشود.

نسأل الله العون والسداد والتوفيق لما فيه الخير والصلاح.

                                                         وكيلة عمادة التطوير الجامعي والجودة النوعية للجودة

                                                                     د/ سوزان محمود سعيد برديس