الملخص

يهدف البحث إلى دراسة جهود القصيبي الأدبية في إطار التنمية الثقافية التي سعى إليها حثيثًا بوصفه أنموذجًا للأدباء السعوديين الذين أسهموا في التنمية الثقافية منذ تأسيس الدولة السعودية بأساليب متعددة تتناغم مع الأهداف التي توخوها من التنمية الثقافية بما يتناسب والمرحلة التاريخية؛ فالأدباء السعوديون لم يكونوا بمعزل عما يعيق مجتمعهم عن التنمية، بل واكبوا حركية المجتمع وأسهموا في سيرورته منذ تأسيس الدولة السعودية إلى مرحلة النهضة الثقافية التي شهدتها فاعلين في رسم المشهد الثقافي على امتداد الوطن العربي، وليس في المملكة العربية السعودية فحسب، والقصيبي أحد ألمع هؤلاء الأدباء وأكثرهم تأثيرًا، فقد شبّ في مرحلة التحولات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى في المملكة العربية السعودية، وألزم نفسه بتوجيه هذه التحولات بتقديم مشروعه الثقافي القائم على النظر إلى الثقافة على أنها طريقة حياة، تحدد معالمها القيم والمعتقدات، التي حاول إعادة إنتاجها من خلال اللغة. لقد آمن القصيبي بضرورة بناء الإنسان في المجتمع ليكون فاعلًا منتجًا؛ وتقديم تجربة ناجحة للأجيال القادمة تعينهم في مواجهة الواقع.

وتتحدد أهمية البحث بتسليط الضوء على إسهامات أدب أديب سعودي - في إطار الأدب السعودي - وضع تصورًا للتنمية الثقافية وبيّن أثرها في البناء الاجتماعي وتغيير مساراته نحو الأفضل. فمن خلال إسهاماته الفكرية المتعددة حاول إيقاظ الوعي، وحثّ المجتمع على التفاعل مع الثقافة بمفهومها الاجتماعي.

ولعلنا نخرج في هذا البحث عن صورة الأبحاث النظرية التي نأت عن الواقع والمجتمع، ونقدم رؤية تنموية متدثرة برداء أدبي من خلال أسئلة تفرضها مشكلة البحث (دور الأدب في التنمية الثقافية): - كيف أسهم الأدب السعودي في التنمية الثقافية؟ - ما الرؤية التي قدمها القصيبي في التنمية بعامة والتنمية الثقافية بخاصة؟

وقد حاولت الدراسة الإجابة عن ذلك بالوقوف على نماذج من شعره ومن خلال نثره متمثلًا في رواية العصفورية.

الكلمات المفتاحية

الأدب السعودي - التنمية - الثقافة - غازي القصيبي - العصفورية.

كيفية الاستشهاد