عنوان المقال |
مقدمة عن علم الذكاءِ الاصطناعيّ |
|
كاتب المقال |
د.م. محمد إبراهيم ذالنون |
عضو هيئة التدريس بكلية الحاسب الآلي بالليث |
للتواصل |
||
بسم الله الرحمن الرحيم أستهل مقالتي بالصلاة والسلام على معلم الأمة، ومرجع الأئمة، الذي علم الدين وأتمه، محمد بن عبدالله ﷺ. أعرف جيداً، أنني لستُ الأولَ في التحدثِ عن علم الذكاءِ الاصطناعيّ، ولكنني أستعينُ اللهَ (عز وجل)، وسوف أترك قلمي يهيمُ ويبحرُ ومعبراً عن الأفكارِ التي تدورُ في عقلي ومخيلتي المكتسبِة من خبرتي الأكاديمية تجاه علم الذكاء الاصطناعي؛ لتكونَ مقدمةً ذاتَ معلوماتٍ قيمةٍ على الأوراق. لا يَخفى عن أحدٍ أهميةَ الذكاءِ الاصطناعي وتطبيقاتِه في حياتنا اليوميةِ، والدورُ الرئيسُ الذي يلعبه في تشكيلِ واقعِ مجتمعاتِنا، ولهذا فإنه- إيماناً مني بهذا الموضوعِ وأهميته- سوف يتمحورُ المقالُ حول تعريفِ الذكاء الاصطناعي وتاريخ نشأته، من ثَمَ سوفَ نسردُ أهمَّ أنواعِهِ، ثم بعد ذلك سوف نتطرق لما يندرج تحت الذكاء الاصطناعي من فروعٍ وحقولٍ. يطلقُ مصطلحُ الذكاءِ الاصطناعيِّ على البرامجِ الحاسوبيةِ التي لها القدرةُ على محاكاة القدرات الذهنية وطرقِ عملها لدى البشر. ومن أهم هذه القدرات التعلمُ من الخبرات السابقةِ وتمييزِ الأنماط، وغيرها. ويندرجُ الذكاءُ الاصطناعيُّ تحت تخصصِ علومِ الحاسب الآلي؛ بل ويعتبر أحدَ أهم ِ فروعه، وإحدى ركائزِ صناعةِ التكنولوجيا الحديثةِ. كما هو معروفٌ أنَّ أهداف َعلمِ الذكاء الاصطناعي كثيرةٌ ولكن من أهمها هو بناء أنظمة حاسوبيةِ تتمتع بالذكاء، وتتصرف كما يتصرف البشر من حيثُ الفهمُ والتعلمُ. وتعود بدايةُ نشأتِه في منتصفِ القرن العشرين، تحديداً في عام 1956 ميلادية، حيث تم إعلان مفهومِ الذكاءِ الاصطناعيِّ رسمياً في كلية (دارتموث). لكن خلال العقدين الأولين لم يتقدم الذكاء الاصطناعي تقدماً ملحوظاً؛ وذلك ربما لضعف قدرات الحاسب الآلي آنذاك، إلى أن تم بناء أول مركبةٍ مسيرةٍ حاسوبياً، والمعروفة باسم مركبة ستانفورد، وكان ذلك في أواخر السبعينات الميلادية. ثم بعد ذلك بعقدين تقريباً تمكن أول نظام حاسوبي على الفوز في لعبة الشطرنج على منافس بشري. ومنذ ذلك الحين تسارعت وتيرة تطور علم الذكاء الاصطناعي حتى أصبحت هذه التقنية متاحة في المتاجر العامة وفي متناول الجميع. هناك أنواعٌ عدة لعلم الذكاء الاصطناعي أهمها الذكاء الاصطناعي المحدود، والذكاء الاصطناعي العام، والذكاء الاصطناعي الفائق؛ أما الذكاء الاصطناعي المحدود فهو ذاك النظامُ الذكيُّ الذي يقوم بمهمة واضحةٍ ومحدودة، على سبيل المثال: السيارات ذاتية القيادة، وهو أكثر نوع تطوراً وشيوعاً حالياً، أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي العام فله نظام يُبنى لمحاكاة العقل البشري من ناحية التفكير والتخطيط من تلقاء نفسه؛ هذا النوع لايزال تحت التطوير ولا توجد أنظمة عملية على أرض الواقع، ولكن كل ما يوجد هو دراسات بحثية تحتاج إلى مجهود كبير من العمل والبحث والدراسة لتحقيقها، الذكاء الاصطناعي الفائق هي النظم التي تفوق مستوى الذكاء البشري، وتكون قادرةً على التعلمِ والتخطيطِ والتواصلِ التلقائي وإصدار الأحكام. وهذا النوع ليس له وجودٌ في عصرنا الحالي إلا كمفهوم افتراضيٍّ. علم الذكاء الاصطناعي له فروع وحقول عدة، سوف نتطرق لأهم اثنين منها في هذه المقالة، ألا وهما: تعلم الآلة والتعلم العميق. فتعلمُ الآلةِ هو مصطلحٌ يطلق على النظمِ التى تتعلمُ من تلقاء نفسها اعتماداً على التجارب والخبرات السابقة، مما يجعلها قادرةً على التصنيفِ واتخاذ القرار بشكل صحيحٍ وسريعٍ. والتعلم العميقُ هو كلُّ نظامٍ ذكيٍّ يُصنف المدخلاتِ بشكلٍ دقيقٍ، قد يفوق بعض الأحيان الأداء البشريَّ. ويتم تحقيق ذلك عن طريق تدريب الأنظمة مباشرةً من صور أو نصوص أو أصوات وبكميات كبيرة. وعلى الرغم من ذلك، يمثل التعلم العميق جزئيةً من تعلم الآلة، وتعلمُ الآلة يمثل جزئية من الذكاء الاصطناعي؛ لذلك كل ما هو تعلم عميق هو تعلم الآلة، والعكس ليس صحيحاً. وأيضاً كل ما هو تعلم الآلة هو ذكاء اصطناعي، ولكن ليس كلُّ ذكاءٍ اصطناعيٍّ هو تعلمُ الآلة. وبعد أن أبحرنا في بحر هذا العلمِ الرائعِ، نصل وإياكم إلى خاتمةِ رحلتِنا مع علم الذكاء الاصطناعي، الذي لم نستفيض فيه إلا القليل من المعلومات بفروعه. وغاية هدفي من هذا المقال هو تقديمُ مقدمةٍ عن هذا العلمِ الرائع وإبرازُ أهميتِه لأكبرِ قدرٍ من البشر، لينتفعوا به خيرَ انتفاعٍ، وإن كان هناك بعضُ التقصيرِ فأعتذرُ عنه، وأسألكم الدعاء لي بالتوفيق والسداد. |